الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • الإصلاح بين الناس:

    قال تعالى: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)

    أي بين كل اثنين منكم لحديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها في الصحيحين: ليس الكذاب الذي يقول خيرا وينمي خيرا، قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس كذبا إلا في ثلاث: الحرب والإصلاح بين الناس وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة الرجل.

    فكم هي السعادة التي يشعر بها المرء حينما يسعى في إصلاح الناس وفي التقريب والإصلاح فيما بينهم، وكم هي السعادة التي يشعر بها الطرفان المتباعدان من جراء تلك الوساطة الإصلاحية التي تؤدي إلى التقارب بينهما.

    ومعنى حديث الرجل امرأته ليس معناه في مطلق الأحوال إنما معناه إذا نشزت له ذلك إذا قال لامرأته لدفع النشوز والأذى أنا أحب لك الخير ولو كان هو بخلاف ذلك ليردها للطاعة أو ليكفها عن شر.

    فلا يجوز الكذب على الزوجة بلا سبب، لمجرد تطييب خاطرها لا يجوز، إذا نشزت فكذب عليها لترجع يجوز. إذا نشزت يحدثها حديثا فيه كذب حتى يؤلف قلبها وترجع إلى طاعته. ونشوز المرأة هو خروجها عن طاعة زوجها أو تخشينها الكلام أو الامتناع من الاستمتاع المباح. وأما معنى الحديث في الحرب فيكذب على العدو يقال لهم جيشنا كذا عدده وسلاحنا كثير ونحو ذلك. أما في الإصلاح بين الناس لا خفاء فيه، بين متخاصمين يقول “ما قال فيك هذا” حتى لا تصير بينهما عداوة ونحو ذلك. وكذلك للضرورة يجوز لإنقاذ الشخص نفسه من ضرر أو لإنقاذ مسلم من ضرر.

    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين الاثنين صدقة. ومعنى تعدل بينهما تصلح بينهما بالعدل.