الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • تحاشي السخرية بالناس:

قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم).

أي لا يستهزئ غني بفقير ولا مستور عليه ذنبه بمن لم يستر عليه ولا ذو حسب بلئيم الحسب مما ينقصه به عسى أن يكون عند الله خيرا منه والقوم اسم للرجال من دون النساء لذلك قال: ولا نساء من نساء وتلمز بمعنى تعيب والمعنى لا تعيبوا إخوانكم من المسلمين لأنهم كأنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب أي لا تتداعوا بها، والألقاب جمع لقب وهو اسم يدعى به الإنسان سوى الإسم الذي سمي به وللمفسرين في المراد بهذه الآية أربعة أقوال أحدهما تعيير التائب بسيئات قد كان عملها والثانية تسميته بعد إسلامه بدينه قبل الإسلام كقوله لليهودي إذا أسلم يا يهودي وهذان القولان مرويان عن ابن عباس والثالث تسميته بالأعمال السيئة كقوله يا زان يا سارق يا فاسق قال أهل العلم: والمراد بهذه الآية الألقاب ما يكرهه المنادى به أو يعد ذما له، فأما الألقاب التي تكسب حمداً وتكون صدقا فلا تكره كما قيل لأبي بكر رضي الله عنه عتيق ولعمر فاروق ولعثمان ذو النورين ولعلي أبو تراب ولخالد سيف الله ونحو ذلك.

فلا يجوز الاستهزاء بالمسلم أي التحقير له، وكذلك كل كلام مؤذ له إذا كان بغير حق، وفي حكم الكلام المؤذي الفعل والإشارة اللذان يتضمنان ذلك. وفي النهي عن إظهار الشماتة بأخيك المسلم ما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك.