الجمعة أكتوبر 18, 2024
  • فائدة:

    ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم من رآني في المنام فيسراني في اليقظة رواه البخاري، فيه بشارة بأن الذي يراه في المنام لا بد أن يراه قبل موته وذلك في النزاع وإما قبل ذلك فإن كان من أهل الاستعداد للتقوى والعمل الصالح يصح أن يراه وهو صحيح متمتع بعافيته ويصح أن يستفيد منه فوائد، وإن لم يكن من أهل الاستعداد لذلك فإنه يراه عند النزاع أي عند خروجه من الدنيا وفي كلا الحالين بشرى له أنه يموت على الإيمان وأنه من أهل الجنة، فمن المهم معرفة صفات رسول الله الخلقية التي تذكر في كتب الحديث حتى يكون الشخص رآه على حسب خلقته التي خلق عليها فإنه إن لم يعرف صفات الرسول الخلقية المذكورة في كتب الحديث قد يكون رآه في المنام على غير صورته الخلقية، وفرق بين الذي يراه على صورته الخلقية وبين من يراه على غير تلك الصورة.

    وأما صفاته الخلقية من جملة ما ذكره المحدثون في كتب الحديث انه صلى الله عليه وسلم أبيض مشرق بياضه مشرب بحمرة وهو معتدل الخلقة ربعة لكنه إلى الطول، كان متماسك البدن لم يكن هزيلاً ولا سميناً، أشم الأنف أي أن أنفه طويل ليس قصيراً، أزج الحاجبين من غير قرن، حاجباه متقاربتان ليستا ملتصقتين لكن ليستا متباعدتين، واسع العينين، أما شعره صلى الله عليه وسلم كان بعض الأوقات شعره إلى أذنه وأحيانا إلى أسفل من الأذنين وأحيانا يضرب منكبيه ولم يحلق بالموس إلا مرتين مرة للحج أو للعمرة، في الحج إما الحلق بالموسى وإما التقصير للرجال أما النساء التقصير فقط، لغير ذلك ما حلق بالموسى قط، ولم يشب من شعره إلا نحو عشرين شعرة، كان شديد سواد الشعر، بعض الصحابة قال: “لم أر مثله قبله ولا بعده” أي في الحسن والجمال وإذا تكلم كان كلامه فصلا، فمن رآه بهذه الهيئة في المنام فقد رآه على الوجه الأتم ومن رآه على غير هذه الصورة فقد رآه، فقد يراه بعض الناس طفلا وبعض الناس شاباً وبعض الناس على هيئة العمل الذي توفاه الله تعالى عليه، عاش ثلاثاً وستين سنة.