الجمعة أكتوبر 18, 2024

تحاشي الجدال المذموم:

قال الله تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلا)

معناه الإنسان كثير الجدل، أي الجدل الذي ليس فيه خير، فأكثر الناس هذا حالهم.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا. المراء هو الجدال المذموم الذي لا يراد منه إحقاق حق أو إبطال باطل، الجدال الذي ليس لوجه الله تعالى بل يراد به إخفاء الحق أو يراد به التعاظم على الناس والترفع عليهم مذموم ممقوت عند الله تعالى ويوجب البعد من الله.. ثم إن الجدال العقيم أو المراء مدعاة إلى أمور منها:

  • إمراض القلوب على الإخوان أو الأصدقاء أو الناس.
  • نشوب الخصومة.
  • إفساد الصداقة القديمة.
  • حدوث القطيعة.
  • القوف فيما لا خير فيه من الكلام، وقد يجر إلى المعصية من علامة قوة الرجل في دينه أن يترك ما لا فائدة فيه من الكلام، وغير ذلك وروى ابن حبان أنه في صحف إبراهيم مذكور أنه على الإنسان أن يكون حافظاً للسانه ولا يتكلم إلا فيما يعينه، إلا في الشيء الذي يفيده.

قال الله تعالى: (محمد رسول الله واللذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم).

فالله قال: (والذين معه) ليعم كل من كان بهذه الصفة التي ذكها الله في هذه الآية وهو أن يكون المرء رحيماً بالمؤمنين. ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم هو خير من يقتدى به لتطبيق هذه الصفة التي ذكرها الله تعالى، كان رحيماً بالمؤمنين، وكان يحب المساكين، ويدنيهم منه، وقد أوصى بذلك أبا ر الغفاري رضي الله عنه. قال أبو ذر رضي الله عنه: “أوصاني خليلي بخصال من الخير، أصاني بحب المساكين والدنو منهم” أي الاقتراب منهم.

كان رسول الله صلى الله عليه وسلم من شدة شفقته ورحمته بالمؤمنين إذا لم ير بعض أصحابه برهة من الزمن يتفقده، حتى إنه قيل له مرة عن رجل غريب مؤمن فقير سأل عنه إنه توفي، فذهب إلى قبره وصلى عليه. إلى هذا الحد كان يحب المساكين ويعتني بهم. وروى الحاكم بإسناد صحيح عن عبد الله بن مسعود أنه قال في قوله تعالى: (إن إبراهيم لأوه حليم) رحيم القلب.

فمن القواعد الأساسية في معاملة الناس والدخول إلى قلوبهم والتأثير فيهم استعمال الرفق واللين والتسامح معهم والصبر على أذاهم فمن وجد طريقا إلى القلوب تفتحت له أبواب السماع.

وأن يقنع المرء بما رزقه الله فقد قال صلى الله عليه وسلم من أصبح منكم آمناً في سريه، معافى في جسده، عند قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا. رواه الترمذي.

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ابتلي فصبر، وأعطي فشكر، وظلم فغفر، وظلم فاستغفر، أولئك لهم الأمن وهم مهتدون.