الخميس نوفمبر 21, 2024

قِصَّةُ خبّاب بنُ الأرَت رضي اللهُ عنهُ

الإشارة إلى سيرةِ النَّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم باعِثٌ كبيرٌ للاقْتِداءِ بهِ صلَواتُ ربّي وسلامُهُ عليه.

فإذًا يا أحبابَنا السيرةُ يَتَلَخَّصُ منها فوائد، منها زيادةُ الإيمانِ وزيادةُ اليَقينِ.

لمّا نَدرُسُ سِيرةَ النّبيِّ يَقْوَى إيمانُ المؤمن يزيدُ يَقِينُهُ لأنّ الرّسولَ صلّى اللهُ عليه وسلّم، اتَّخَذَهُ هذا الإنسان الذي قرأَ سِيرَتَهُ صلى الله عليه وسلم أُسْوةً في الصّبرِ على تَكالُبِ الأمَمِ وعلى كَيْدِ إبليسَ وجُنودِهِ، هذا يَشُدُّ مِنْ عزائمِ المؤمنين. لذلك انْظُروا إلى نبِيِّنا صلّى اللهُ عليه وسلّم.

روَى الإمامُ البُخاريُّ أنَّ خبّابَ بن الأرَت في بدايةِ الدّعوةِ جاءَ إلى النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم وكانَ النبيّ مُتَوسّد بُرْدة (يلبسها) في ظلِّ الكعبةِ، كانوا في أولِ الدّعوةِ يُضرَبون ويُهانُونَ ويُسَبّونَ، فجاءَ إلى النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم فقالَ لهُ: “يا رسولَ اللهِ ألا تَسْتَنْصِرُ لنا؟ ألا تَدْعُو لنا؟ فقال عليه الصّلاةُ والسّلامُ: قدْ كانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُؤخَذُ الرّجل فيُحْفَرُ لهُ في الأرضِ حُفرة فيُجْعَلُ فيها فيُجاءُ بالمنْشارِ فيُوضَعُ على رأسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْن ويُمْشَطُ بأمْشاطِ الحديدِ ما دونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ فمَا يَصُدُّهُ ذلكَ عنْ دِينِهِ، واللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأمر حتّى يسيرَ الرّاكِبُ مِنْ صَنْعاءَ إلى حضْرَموْت لا يخافُ إلّا اللهَ والذِّئبَ على غَنَمِهِ ولكنّكُمْ تَسْتَعْجِلون”.

فَرَسولُنا صلَّى الله عليه وسلم ذكرَ سِيَرَ صبر مَنْ قَبْلَنا منَ الأُمَمِ حتّى نَقْتَدِيَ بهمْ صلّى اللهُ عليه وسلّم.