محبّة الرسول الأعظم ﷺ لماذا نعشقُ الحبيب مُحمّداً
اعلموا انه يجب على المسلم المكلف محبة رسول الله محمد ﷺ، وكمال هذه المحبة يكون بالانقياد لشرع الله تبارك وتعالى باتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، أي تقوى الله تعالى التي هي أداء الواجبات واجتناب المحرمات.
قال الله تبارك وتعالى: { مَن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ } [سورة النساء /80].
وقال الله عزّ وجل: { قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [سورة آل عمران/31].
ومعنى هذه الآية المباركة: قل يا محمد يا أشرف الخلق إن كنتم تحبون الله تعالى وتقصدون طاعته فافعلوا ما آمركم به إذ محبة العبد لله ورسوله هي طاعته لهما، ورضاه بما أمرا، ومحبة الله للعباد هي عفوه عنهم وإنعامه عليهم برحمته. فإذا أحبّ العبد حفظه من مخالفة أمره ونهيه ووفقه للطاعة. والمحبة من العبد طاعة، والمحب من شأنه أنه لا يخالف حبيبه كما قال القائل:
تعْصي الإلهَ وأنتَ تظهر حُبَّه |
| هذا لَعَمْري في الفعالِ بديعُ |
لو كان حُبّك صادقاً لأطعتَهُ |
| إنَّ المُحِبَّ لمنْ يُحبُّ مُطيعُ |
إن نبينا المصطفى ﷺ جعله الله تعالى أفضل وأشرف النبيين والمرسلين، وجعله تبارك وتعالى مستوجباً شرعاً للمحبة الحقيقية من قبل أمته وأتباعه المؤمنين لأنه ﷺ كان قد جمع وحوى جمال الصورة والظاهر وكمال الأخلاق وطهارة الباطن، وله ﷺ فضل عظيم على أمته من حيث إحساسه وإنعامه عليهم من أوصاف وصفه الله تعالى به من رأفته بالمؤمنين ورحمته لهم وهدايته إياهم وشفقته عليهم واستنقاذهم به من النار، وأنه ﷺ بالمؤمنين رؤوف رحيم، ورحمة للعالمين، ومبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله تعالى بإذنه، ويتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة ويديهم إلى صراط مستقيم، فأي إفضال وإنعام- يا عشاق محمد- أعمّ منفعة وأكثر فائدة من إنعامه ﷺ على كافة المسلمين؟! إذ كان النبي الأعظم ﷺ ذريعتهم إلى الهداية ومنقذهم من العماية وداعيهم إلى الفلاح والكرامة، ووسيلتهم إلى ربهم، وشفيعهم يوم القيامة، والمتكلم عنهم والشاهد لهم والموجب لهم البقاء الدائم والنعيم الأبدي في الآخرة وذلك لإيمانهم وإسلامهم واتباعهم له عليه الصلاة والسلام، يقول الله تبارك وتعالى في بيان فضل النبي الأعظم ﷺ على أمته وأنه بذلك مستوجباً شرعاً للمحبة الحقيقية من قبل أمته المؤمنين: { لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [سورة التوبة].
وقال سبحانه وتعالى: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164)} [سورة آل عمران].
محمدٌ ﷺ أعزُّ الناس.. خيرُ الناس… أجمل الناس… أعظم الناس.. محمّد ﷺ خير مولودِ وقائدٍ عرفه هذا العالم… محمد ﷺ صاحبُ الأخلاق العليا.. محمد ﷺ سبب في وجود الدنيا.
مُحمّد ﷺ نبيّ عظيمٌ وسيدٌ كريمٌ شرَّفَ البشريّة.
مُحمّدٌ ﷺ أقسم الله عزّ وجلّ بحياته في القرآن الكريم، ولم يقسم بحياة أحد من الأنبياء غيره قال الله تعالى: { لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ } [سورة الحجر].
سيّدي يا رسولَ الله… يا صاحِبَ الوسيلّة… يا صاحِبَ الشَّفاعة والدَّرجة الرفيعة…
رسولَ اللهِ يا خيرَ البرايا |
| لأنتَ البحرُ جُوداً بالعطايا |
رسولَ اللهِ يا نورَ الأنام |
| سلاماً في سلامٍ في سلامِ |
رسولَ اللهِ قد زادتْ شجوني |
| عسى تتعطّفون على حزينِ |
رسولَ اللهِ أنت هو الحبيبُ |
| إذا قيل اسمك انتشرت طيوبُ |
سيدي يا رسول الله.. يا صاحب المفاخرِ ويا عظيم المآثر…
يا خاتمَ الرُّسُلِ المُبارك ضوؤهُ |
| صلّى عليكَ مُنزِّلُ الفُرقان |