قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلا يَصِحُّ الإِيـمَانُ بِالرُّؤْيَةِ لِأَهْلِ دَارِ السَّلامِ لِمَنِ اعْتَبَرَهَا مِنْهُمْ بِوَهْمٍ أَوْ تَأَوَّلَهَا بِفَهْمٍ.
الشَّرْحُ أَنَّهُ مَنِ اعْتَبَرَ الرُّؤْيَةَ عَلَى غَيْرِ الْوَجْهِ الْمَشْرُوحِ الْمُتَقَدِّمِ ذِكْرُهُ الَّذِى هُوَ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ فَهُوَ غَيْرُ مُصَدِّقٍ بِهِ كَمَا أُمِرَ فَالْمُشَبِّهَةُ ظَاهِرًا يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِالرُّؤْيَةِ أَمَّا فِى الْحَقِيقَةِ فَلَمْ يُؤْمِنُوا وَأَمَّا الْمُعْتَزِلَةُ فَقَدْ نَفَوْا نَفْيًا صَرِيحًا حَيْثُ إِنَّهُمْ قَالُوا لا يُرَى وَهُمْ يُفَسِّرُونَ قَوْلَهُ تَعَالَى ﴿إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ [سُورَةَ الْقِيَامَة/23] يَقُولُونَ نِعْمَةَ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ أَىْ مُنْتَظِرَةٌ وَأَمَّا الْحَدِيثُ فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُ غَيْرُ ثَابِتٍ فَالْمُعْتَزِلَةُ وَالْمُشَبِّهَةُ عَلَى طَرَفَيْ نَقِيضٍ.
وَقَوْلُهُ «دَارِ السَّلامِ» اسْمٌ لِلْجَنَّةِ وَجَمِيعُ طَبَقَاتِهَا يَشْمَلُهُ هَذَا الِاسْمُ.