قَالَ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَإِنَّ الْقُرْءَانَ كَلامُ اللَّهِ مِنْهُ بَدَا بِلا كَيْفِيَّةٍ قَوْلًا.
الشَّرْحُ مَعْنَاهُ أَنَّ الْقُرْءَانَ مِنَ اللَّهِ بَدَا أَىْ ظَهَرَ أَىْ إِنْزَالًا عَلَى نَبِيِّهِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ كَلِمَةِ بَدَا أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهُ تَلَفُّظًا كَمَا يَخْرُجُ كَلامُ أَحَدِنَا مِنْ لِسَانِهِ تَلَفُّظًا كَمَا تَقُولُ الْمُشَبِّهَةُ وَلَيْسَ مَعْنَى مِنْهُ بَدَا أَنَّهُ نَطَقَ بِهِ كَمَا يَنْطِقُ الْوَاحِدُ مِنَّا بِكَلامِهِ بَعْدَ أَنْ كَانَ سَاكِتًا بِدَلِيلِ قَوْلِهِ بِلا كَيْفِيَّةٍ أَىْ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَلا صَوْتٍ لِأَنَّ الْحَرْفَ وَالصَّوْتَ كَيْفِيَّةٌ مِنَ الْكَيْفِيَّاتِ.