الخميس نوفمبر 21, 2024

الأَرْبَعُـونَ الْهَـرَرِيَّـــةُ

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

 

   يَجُوزُ رِوَايَةُ الْحَدِيثِ بِالْمَعنَى إِنَّمَا الضَّرَرُ هُوَ تَغيِيرُ الْمَعنَى وَعلَى هَذَا كَانَ أَكْثَرُ الْمُحَدِّثِينَ وَمِنْ هُنَا مَنْشَأُ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ بِعِدَّةِ أَلْفَاظٍ. أَمَّا القُرْءَانُ لا يُتلَى إِلَّا بِاللَّفْظِ الوَارِدِ أَمَّا إِذَا كَانَ الشَّخصُ لا يَحْفَظُ الآيةَ فَيقُولُ وَرَدَ فِي القُرءَانِ مَا مَعْنَاهُ فَهَذَا جَائِزٌ وَلا نَقُولُ قَالَ اللَّهُ تعالَى كَذَا وَكَذَا وَنُورِدُ أَلفاظًا لَيسَتْ مِنْ أَلفْاظِ الْقُرْءَانِ أَىْ عَلَى وَجْهٍ يُوهِمُ أَنَّ هذَا مِنْ أَلْفَاظِ الْقُرْءَانِ. فَهَذَا لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ مَا جَاءَ عَنْ حَسَّانِ بنِ ثَابِتٍ مِنْ قَوْلِهِ  

وَقَالَ اللَّهُ قَدْ أَرْسَلْتُ عَبْدًا                    يَقُولُ الْحَقَّ لَيسَ بِهِ خَفَاءُ   

   مَعْنَاهُ اللَّهُ قَالَ فِى الْقُرْءَانِ ﴿إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [سُورَةَ الأَحْزَاب].

   وَأَمَّا الْحَدِيثُ القُدْسِىُّ يَجُوزُ رِوَايَتُهُ بِالْمَعْنَى. وَالْفَرْقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقُرْءَانِ أَنَّ الْقُرْءَانَ يُتَعَبَّدُ بِهِ لَوْ لَمْ يَقْرَأْهُ الشَّخْصُ لِلْحِفْظِ أَوْ لِتَعْلِيمِ النَّاسِ. أَمَّا الْحَدِيثُ الْقُدْسِىُّ إِذَا لَمْ يَكُنْ لِذَلِكَ لا يُتَعَبَّدُ بِهِ. وَالْحَدِيثُ الْقُدْسِىُّ يُبْدَأُ بِقَالَ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَنَحْوِ ذَلِكَ.