فصل في التحذير من القرضاوي وعمرو خالد
الدكتور يوسف القرضاوي هو الذي قال على ما في شريط مسجل له: “إن اليهود كفروا برسالة سيدنا محمد وهذا من حقّهم” اهـ. وكيف يقول ذلك والله يقول: {وَمَنْ لم يُؤمِنْ باللهِ ورسولِهِ فإنَّا أعْتَدْنا للكافرينَ سعيرًا} [سورة الفتح/13] وقال القرضاوي: “أنا أحترم دين اليهود”.
وقال إن محمدًا يجتهد في التشريع فيصيب ويخطئ قال وأنا أجتهد فأصيب وأخطئ اهـ، وهذا ضد قول الله تعالى: {وما يَنطِقُ عنِ الهُوى* إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوْحَى} [سورة النجم/3-4].
والقرضاوي هو الذي قال: يجوز للمسلمة أن تكون تحت كتابيّ في أوروبا، وهذا ضد قول الله تعالى في تحريم زواج المسلمة بالكافر: {لا هُنَّ حِلٌّ لهُم ولا هُمْ يَحِلُّونَ لهُنَّ} [سورة الممتحنة/10].
والقرضاوي هو الذي قال: “يجوز بيع الخمر والخنزير في أوروبا” اهـ، مع أن الشرع يقول إنَّ ما حرم أكله حرم أكل ثمنه كما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والله يقول: {حُرِّمَتْ عليكُمُ المَيْتَةُ والدَّمُ ولحمُ الخِنزيرِ} [سورة المائدة/3] وهذه الثلاثة لم تحل في شرع قط شرع نبي الله ءادم وما بعده. ما أحلت في شرع قط. وروى البخاري ومسلم [1] أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام”.
وهو الذي قال عندما أخذ رئيس الوزراء اليهودي باراك نسبة تسعة
[1] أخرجه البخاري في صحيحه: كتاب البيوع: باب بيع الميتة والأصنام، ومسلم في صحيحه: كتاب المساقاة: باب تحريم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام.
وتسعين بالمائة من الأصوات: “إن الله لو عرض نفسه على الناس ما أخذ هذه النسبة من الأصوات”، فبئس التابع وبئس المتبوع.
وهو الذي قال في مقابلة له على قناة الجزيرة بتاريخ 22/2/2004: بأن نار الآخرة تفنى وأن هذا هو اللائق برحمة الله اهـ وقوله هذا تكذيب لقول الله تعالى: {إنَّ اللهَ لعنَ الكافرينَ وأعدَّ لهُم سعيرًا* خالدينَ فيها أبدًا} [سورة الأحزاب/64-65] ولقوله تعالى: {ولا يُخَفَّفُ عنهُمْ منْ عذابِها} [سورة فاطر/36] وغير ذلك من الآيات والأحاديث الصريحة في بقاء النار وبقاء أهلها الكفار فيها وبقاء عذابهم.
والقرضاوي ساوى نفسه برسول الله حيث قال الرسول يجتهد ويخطئ وأنا أجتهد وأخطئ. وهذا ضد قول الله: {وما يَنطِقُ عنِ الهَوى* إنْ هُوَ إلا وَحْيٌ يُوحَى} [سورة النجم/3-4].
وهذا عمرو خالد المصري قال كفريات عديدة والعياذ بالله ومن أقبحها قوله: “إبليس ما كفرش” وذلك في شريط بعنوان ءادم وحواء، وكلُّ مسلم يعرف أن إبليس كافر والله يقول: {إلا إبليسَ أبى واسْتَكبرَ وكانَ منَ الكافرينَ} [سورة البقرة/34].
ومثله دافع عن إبليس جماعة حزب الإخوان في لبنان الذين سموا أنفسهم الجماعة الإسلامية ففي مجلتهم المسماة “الأمان” في العدد الحادي عشر بعد الأبعمائة/ أيلول 200 تحت عنوان “ختامه مسك”: “وقد اعترف القرءان الكريم لإبليس في حقه في أن يختلف مع الخالق” وهذا كفر لا شك فيه.
وقال عمرو خالد أيضًا: “الإنسان يعبد يلي هُوَّ عاوزه” قال ذلك يوم الاثنين 11/3/2002 في المدينة الرياضية في بيروت. ومثله قال خالد الجندي.
والله يقول: {ومَنْ يَبْتَغِ غيرَ الإسلامِ دينًا فلن يُقبَلَ منهُ وهُوَ في
الآخرةِ منَ الخاسرين} [سورة ءال عمران/85]، ويقول: {إنَّ الدينَ عندَ اللهِ الإسلامُ} [سورة ءال عمران/19]. وجميع الأنبياء من ءادم إلى محمد دعوا إلى الإسلام ما دعوا إلى دين غيره.
وقال في شريط له بعنوان “التوبة”: “إن ترك اصلاة وأكل المال الحرام ينقلب حسنات يوم القيامة”، وهذا فيه تشجيع للناس على الفسق والفجور وهتك الأعراض وسلب الأموال وكفاه بذلك خزيًا وشذوذًا. وهذا تغيير لشريعة الله لأنه جعل المعاصي مثوبات في الآخرة والإسلام بريء من قائل هذا قال تعالى: {فَمَن يعمَلْ مِثقالَ ذرةٍ خيرًا يَرَهُ* ومَنْ يعملْ مِثقالَ ذرةٍ شرًّا يَرَهُ} [سورة الزلزة/7-8]، فقول هذا القائل تكذيب صريح لكتاب الله، وكيف يدعي من يقول مثل هذا الكلام أنه داع للإسلام بل هو داع لهدم الإسلام فلا يغتر المغترون به. ومثل هذا قال خالد الجندي في تأليفه.
وقال في جريدة “الشرق الأوسط”: “إن أرض المسجد الأقصى لرجل يهودي”، وقد ورد في الحديث الصحيح أن أول من بنى المسجد الأقصى سيدنا ءادم فأين كان هذا اليهودي في زعمه.
وقد ظهر منه تجسيم عجيب ففي مقابلة له فيها نشرت بتاريخ السابع عشر من جمادى الأولى سنة 1424هـ قال: “فإذا كان يوسف يملك نصف جمال الكون بكل كائناته فما بالك بوجه الله الكريم والنظر إليه” اهـ، وهذا تجسيم صريح لأن الجمال الجسميّ من صفات الخلق يشترك فيه المؤمنون والكافرون وجمال الله ليس جمالاً جسمانيًا إنما هو حُسنُ صفاته حيث إن قدرته كاملة لا تتغير وكذلك سائر صفاته فمن اعتقد الله جسمًا ما عرفه وهو جاهل بخالقه.
ومن ضلال عمرو خالد قوله في المحاضرة المسماة “التوبة”: “إن الذنب يمحى ويكتب مكانه حسنة حتى إن الطائعين يوم القيامة
يحسدون العصاة من كثرة الذنوب التي انقلبت حسنات”، وقوله في كتابه المسمى “عبادات المؤمن” [1] تحت عنوان “عبادة الذكر شرطها الإكثار”: “ولكن هذه العبادة لها شرط واحد وهو الإكثار إذ لا ينفع معها القليل” اهـ، وقال أيضًا: “ولذا لا ينفع أن نقول مرة واحدة مثلاً: أستغفر الله” اهـ وهذا تكذيب صريح لقول الله تعالى: {فَمَن يعملْ مِثقالَ ذرةٍ خيرًا لهُ}، ومنها قوله: “إياك أن تقع في المحاذير الآتية: لا تتمسح في الجدار أو تقبل قبر النبي، لا تطلب منه صلى الله عليه وسلم قضاء حاجة دنيوية لنفسك، لا تتوجه إلى الله بالدعاء أمام قبره صلى الله عليه وسلم” اهـ. وهذا مخالف لما كان عليه المسلمون سلفًا وخلفًا، وقد ثبت أن عبد الله بن عمر بن الخطاب كان يأتي إلى قبر النبي فيسلم عليه ثم يسلم على أبي بكر وعلى أبيه ثم يدعو، وهذا الرجل بقوله هذا ضلل المسلمين، والمسلمون لا يجتمعون على ضلالة فثبت أنه هو الضال.
ويُلحق بالمجسمة الذين مرّ ذِكرُهم محمد متولي الشعراوي المصري فإنه قال في كتابه المسمى “الإسلام حداثة وحضارة” من طبع دار العودة ص/113 ما نصه: “الله نور ومن نوره خلقَ الأشياء”، وقال في ص/155 عند كلامه عن الأرض ما نصه: “فيأتي الحقّ سبحانه وتعالى يمسُّها مسًّا”، وقال في ص/204: “لمسها لمسًا خفيفًا لأنه ربٌّ إلهٌ”. وقال: “يلمسها الله هكذا” وهذا تشبيه صريح لله بخلقه وقد قال الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: “إن الله لا يمسُّ ولا يُمَسُّ ولا يجسّ وذلك في “الصحيفة السجادية” المأثورة عنه بالإسناد
[1] انظر الكتاب [ص/174-175].
المتصل. وقال الشعراوي في كتاب “الفتاوي” الجزء الثاني المطبوع في مطبعة دار العودة في بيروت ص/21: “إن الله موجود فينا بالفِطرة إنه موجود في كل حبات كياننا”، وقال في ص/22: “الله موجود فينا بالفِطرة نحسّ به ونشعر بوجوده”، وقال في كتاب “المنتخب من تفسير القرءان الكريم” [ج3/ص180] ما نصه: “إن أصل الإنسان الأول الذي خُلق من الله” اهـ. وفي قوله هذا جعل ءادم جزءًا من الله وهذا من أكفر الكفر.
قلت: كلامه هذا فيه أنواع من التجسيم والمجسم كافر بإجماع الأئمة الأربعة وغيرهم لأن من جسَّم الله تعالى كذّب قوله تعالى: {ليس كمثله شئ} [سورة الشورى/11] فإنه جعل لله أمثالاً كثيرة لا تحصى فالإنسان جسم والشمس والقمر جسم والنور والظلام والروح والريح جسم لطيف والله خالق كل هذا فكيف يقال إنه جسم ولو بطريق المعنى من غير أن يقول هذا اللفظ الله جسم لكنه قال الله يُحَسّ وقال الله يلمس وكل هذا تجسيم لله وقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم على أن المجسم كافر حتى قال الإمام أحمد بن حنبل: من قال الله جسم لا كالأجسام كفر. ولا يجوز أن يعتقد أن الله نور بمعنى الضوء ومعنى قوله تعالى: {اللهُ نُورُ السمواتِ والأرض} [سورة النور/35] أن الله منير هو أنار السموات والأرض بالشمس والقمر والنجوم، ويكفي في بيان كون النور مخلوقًا حادثًا قوله تعالى: {الحمدُ للهِ الذي خلقَ السمواتِ والأرضَ وجعلَ الظُّلُماتِ والنورَ} [سورة الأنعام/1] فأخبرتنا هذه الآية بأن النور والظلام مخلوقان كما أن الأرض والسموات مخلوقات وأن الله ليس نورًا بمعنى الضوء. وفي قوله: “ومن نوره خلق الأشياء” جعل العالم كله أجزاء لله.
ومما كذب به الشعراوي القرءان والحديث النبوي قوله: “البهائم
لا أرواح لها وإنما هي نامية كنامية النباتات” اهـ أما يستحي من أن يسوّي البهائم بالنبات ومن يصدق هذا من مسلم أو غير مسلم. أما يستحي من الناس إن لم يستح من الله، كلّ إنسان صغير وكبير يعرف أن البهائم فيها روح، الشجرة تقطع وتحرق ولا تنفر، والبهيمة إذا ضربت ضربًا تهرب وتفلت من يد صاحبها.