لماذا قطع عمر شجرة بيعة الرضوان
دعوى الوَهَّابيَّةِ أنَّ سَيِّدَنا عُمَرَ ، رضيَ الله عنه ، قَطَعَ شَجَرَةَ بَيْعَةِ الرِّضْوانِ لأنه يرَى حُرْمَةَ التبرُّك بآثارِ رسول الله ، هي دَعْوَى باطلةٌ لأنَّ أَحَدًا من العلماء لم يَفْهَمْ ما فَهِمُوهُ هم من فِعْلِ عُمَر . ولم يقل عُمَرُ ذلكَ ولا أشارَ إليه . وإنما هو خافَ أنْ يأتيَ زمانٌ ينقلبُ فيه بعضُ النَّاسِ من عبادةِ الله إلى عبادةِ هذه الشَّجَرَةِ . هو لم يَقْصِدْ قَطُّ تحريمَ التبرُّك بآثارِ رسولِ الله . ولو كانَ الأمرُ كما ظَنُّوا ما كانَ ابنُه عبدُ الله يأتي بعد وفاةِ رسول الله إلى شجرةِ سَمُرَةَ ، التي كان الرَّسُولُ ينزِلُ تحتَها ، فيَنْزِلُ ، أيْ عبدُ الله ، تحتَها تَبَرُّكًا . وقد ثَبَتَ أيضًا أنه كان يَسْقِيهَا الماءَ كي لا تَيْبَسَ. رواه الإمامُ ابنُ حِبَّانَ وصَحَّحَه . ولم يَرِدْ أنَّ أحَدًا من صحابةِ رسول الله اعترضَ عليه . ولا شَكَّ أنَّ عَبْدَ الله بنَ عُمَرَ أفهمُ بسيرةِ أبيهِ من هؤلاء الوَهَّابيَّة . فمِنْ أينَ لهؤلاء الوَهَّابيَّةِ الجُهَّالِ أنْ يعترضوا على عبدِ الله بنِ عُمَر ؟!.