الخميس نوفمبر 21, 2024

(774) تَكَلَّمْ عَنِ التَّوَاضُعِ.

        التَّوَاضُعُ هُوَ تَرْكُ التَّرَفُّعِ عَلَى الْغَيْرِ وَهُوَ مَطْلُوبٌ مَعَ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ وَالأَغْنِيَاءِ وَالْفُقَرَاءِ لِوَجْهِ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّكُمْ لَتَغْفُلُونَ عَنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَةِ التَّوَاضُع أَىْ أَنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْمَلُونَ بِهَذَا الأَمْرِ الَّذِى هُوَ مِنْ أَعْظَمِ الْعِبَادَاتِ أَىْ مِنْ أَفْضَلِ الْحَسَنَاتِ عِنْدَ اللَّهِ وَقَالَ ﷺ مَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ دَرَجَةً رَفَعَهُ اللَّهُ دَرَجَةً حَتَّى يَكُونَ فِى أَعْلَى عِلِّيِّينَ. وَقَدْ كَانَ النَّبِىُّ ﷺ سَيِّدَ الْمُتَوَاضِعِينَ وَأَوْصَى أُمَّتَهُ بِالتَّوَاضُعِ وَتَرْكِ التَّرَفُّعِ لِأَنَّ التَّوَاضُعَ يَجْلِبُ التَّآلُفَ وَالتَّحَابَّ وَتَرْكَ التَّنَافُرِ أَمَّا تَرْكُهُ فَإِنَّهُ يُسَبِّبُ خِلافَ ذَلِكَ وَاللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ لِعِبَادِهِ أَنْ يَكُونُوا مُتَوَاضِعِينَ وَلا يُحِبُّ أَهْلَ الْفَخْرِ وَالْعُجْبِ وَالْكِبْرِيَاءِ. وَالتَّوَاضُعُ يَكُونُ سَبَبًا لِلتَّحَابِّ بَيْنَ الإِخْوَةِ وَسَبَبًا لِلتَّوَاصُلِ وَسَبَبًا لِلتَّزَاوُرِ وَسَبَبًا لِلصَّبْرِ عَلَى أَذَى النَّاسِ، الدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ تَحْتَاجُ إِلَى التَّوَاضُعِ وَالتَّوَافُقِ وَالتَّحَابِّ أَمَّا الِاسْتِبْدَادُ وَالتَّرَفُّعُ فَلا يُنَاسِبُ الدَّعْوَةَ إِلَى اللَّهِ فَيَنْبَغِى لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَكُونَ مُتَوَاضِعًا حَتَّى يَتَرَقَّى عِنْدَ اللَّهِ.