السبت أكتوبر 19, 2024

(321) مَا الدَّلِيلُ عَلَى جَوَازِ الِاسْتِغَاثَةِ بِغَيْرِ اللَّهِ.

        قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْقَصَصِ ﴿فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِى مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِى مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ﴾ هَذَا الَّذِى مِنْ شِيعَةِ مُوسَى أَىْ أَتْبَاعِهِ الْمُؤْمِنِينَ اسْتَغَاثَ بِمُوسَى وَلَمْ يَقُلِ اللَّهُ إِنَّهُ أَشْرَكَ. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ الشَّمْسَ تَدْنُو يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَبْلُغَ الْعَرَقُ نِصْفَ الأُذُنِ فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ اسْتَغَاثُوا بِآدَمَ ثُمَّ مُوسَى ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ. هَذَا الْحَدِيثِ فِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ جَعَلَ التَّوَسُّلَ بِغَيْرِ اللَّهِ شِرْكًا فَقَدْ سَمَّى الرَّسُولُ ﷺ طَلَبَهُمْ مِنْ ءَادَمَ أَنْ يَشْفَعَ لَهُمْ إِلَى رَبِّهِمُ اسْتِغَاثَةً. وَسَمَّى الْمَطَرَ مُغِيثًا لِأَنَّهُ يُنْقِذُ مِنَ الشِّدَّةِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَقَدْ رَوَى أَبُو دَاوُدَ فِى سُنَنِهِ بِالإِسْنَادِ الصَّحِيحِ أَنَّ الرَّسُولَ ﷺ قَالَ اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا مَرِيعًا نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ عَاجِلًا غَيْرَ ءَاجِلٍ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا أَىْ مَطَرًا مُنْقِذًا مِنَ الشِّدَّةِ، مَرِيعًا أَىْ ذَا الرَّيْعِ وَالْخِصْبِ. فَكَمَا أَنَّ الْمَطَرَ يُنْقِذُ مِنَ الشِّدَّةِ كَذَلِكَ النَّبِىُّ وَالْوَلِىُّ يُنْقِذَانِ مِنَ الشِّدَّةِ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَى. قَالَ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ اللُّغَوِىُّ تَقِىُّ الدِّينِ السُّبْكِىُّ فِى شِفَاءِ السَّقَامِ الِاسْتِشْفَاعُ وَالتَّوَسُّلُ وَالتَّوَجُّهُ وَالتَّجَوُّهُ وَالِاسْتِغَاثَةُ وَالِاسْتِعَانَةُ بِمَعْنًى وَاحِدٍ.