السبت أكتوبر 19, 2024

(309) مَا مَعْنَى التَّوَسُّلِ وَمَا حُكْمُهُ.

        التَّوَسُّلُ هُوَ طَلَبُ حُصُولِ مَنْفَعَةٍ أَوِ انْدِفَاعِ مَضَرَّةٍ مِنَ اللَّهِ بِذِكْرِ اسْمِ نَبِىٍّ أَوْ وَلِىٍّ إِكْرَامًا لِلْمُتَوَسَّلِ بِهِ. وَالتَّوَسُّلُ بِالأَنْبِيَاءِ وَالأَوْلِيَاءِ فِى حَالِ غَيْبَتِهِمْ وَبَعْدَ وَفَاتِهِمْ لَيْسَ عِبَادَةً لِغَيْرِ اللَّهِ كَمَا تَدَّعِى الْوَهَّابِيَّةُ لِأَنَّ الْعِبَادَةَ هِىَ أَقْصَى غَايَةِ الْخُشُوعِ وَالْخُضُوعِ كَمَا قَالَ الإِمَامُ تَقِىُّ الدِّينِ السُّبْكِىُّ فِى فَتَاوِيهِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ نِهَايَةُ التَّذَلُّلِ كَمَا يُفْهَمُ ذَلِكَ مِنْ كَلامِ الرَّاغِبِ الأَصْبَهَانِىِّ فِى مُفْرَدَاتِهِ وَنَقَلَهُ عَنْهُ مُرْتَضَى الزَّبِيدِىُّ فِى تَاجِ الْعَرُوسِ. وَلْيُعْلَمْ أَنَّ مُجَرَّدَ النِّدَاءِ لِحَىٍّ أَوْ مَيِّتٍ وَمُجَرَّدَ الِاسْتِغَاثَةِ أَوِ الِاسْتِعَانَةِ بِغَيْرِ اللَّهِ وَمُجَرَّدَ قَصْدِ قَبْرِ وَلِىِّ لِلتَّبَرُّكِ لَيْسَ عِبَادَةً لِغَيْرِ اللَّهِ بَلْ هُوَ جَائِزٌ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَبَرِينَ.