السبت أكتوبر 19, 2024

(285) تَكَلَّمْ عَنِ الْقِيَامَةِ.

        الْقِيَامَةُ هِىَ قِيَامُ الْمَوْتَى لِلْحِسَابِ وَأَوَّلُهَا مِنْ خُرُوجِ النَّاسِ مِنْ قُبُورِهِمْ إِلَى اسْتِقْرَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ فِى الْجَنَّةِ وَأَهْلِ النَّارِ فِى النَّارِ. وَمِقْدَارُ الْقِيَامَةِ خَمْسُونَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْمَعَارِجِ ﴿فِى يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ﴾. وَوَجْبَةُ الْقِيَامَةِ أَىْ وَقْتُ وُقُوعِهَا لا يَعْلَمُهُ عَلَى التَّحْدِيدِ إِلَّا اللَّهُ فَسَيِّدُنَا مُحَمَّدٌ ﷺ سَأَلَهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ عَنِ السَّاعَةِ أَىِ الْقِيَامَةِ فَقَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمُسْلِمٌ، مَعْنَاه أَنَا وَأَنْتَ سَوَاءٌ فِى عَدَمِ الْعِلْمِ بِهَا. وَالْقِيَامَةُ تَقُومُ عَلَى الْكُفَّارِ وَقَبْلَ ذَلِكَ بِمِائَةِ عَامٍ تَأْتِى رِيحٌ وَتَدْخُلُ تَحْتَ إِبْطِ كُلِّ مُسْلِمٍ فَيَمُوتُ الْمُسْلِمُونَ وَيَبْقَى الْكُفَّارُ فَتَقُومُ الْقِيَامَةُ عَلَيْهِمْ فَإِنَّ الْمَلَكَ إِسْرَافِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ يَنْفُخُ فِى الصُّورِ أَىِ الْبُوقِ فَيَمُوتُ مَنْ كَانَ حَيًّا مِنَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ فَلا يَبْقَى بَشَرٌ وَلا جِنٌّ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ إِلَّا وَقَدْ مَاتَ. ثُمَّ بَعْدَ مَوْتِ الْبَشَرِ وَالْجِنِّ يَمُوتُ الْمَلائِكَةُ وَءَاخِرُهُمْ مَوْتًا مَلَكُ الْمَوْتِ عَزْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ. ثُمَّ يُحْيِى اللَّهُ إِسْرَافِيلَ فَيَنْفُخُ مَرَّةً ثَانِيَةً بَعْدَ أَرْبَعِينَ عَامًا فَيَقُومُ الأَمْوَاتُ مِنْ قُبُورِهِمْ لِلسُّؤَالِ وَالْحِسَابِ.