السبت أكتوبر 19, 2024

(269) تَكَلَّمْ عَنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.

        يَجِبُ الإِيمَانُ بِعَذَابِ الْقَبْرِ وَهُوَ ثَابِتٌ بِالْقُرْءَانِ وَالسُّنَّةِ وَإِجْمَاعِ الأُمَّةِ وَيَكُونُ الْعَذَابُ بِالرُّوحِ وَالْجَسَدِ كَعَرْضِ النَّارِ عَلَى الْكَافِرِ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ مَرَّةً أَوَّلَ النَّهَارِ وَمَرَّةً ءَاخِرَ النَّهَارِ يَتَعَذَّبُ بِنَظَرِهِ وَرُؤْيَتِهِ لِمَقْعَدِهِ الَّذِى يَقْعُدُهُ فِى الآخِرَةِ وَضَرْبِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ لَهُ بِمِطْرَقَةٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ لَوْ ضُرِبَ بِهَا الْجَبَلُ لَانْدَكَّ تَضْرِبُهُ الْمَلائِكَةُ عَلَى رَأْسِهِ فَيَصِيحُ صَيْحَةً عَظِيمَةً يَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ إِلَّا الثَّقَلَيْنِ وَهُمُ الإِنْسُ وَالْجِنُّ. وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ضَغْطَةُ الْقَبْرِ فَيَقْتَرِبُ حَائِطَا الْقَبْرِ مِنْ جَانِبَيْهِ حَتَّى تَتَدَاخَلَ أَضْلاعُهُ وَتُسَلَّطُ عَلَيْهِ الأَفَاعِى وَالْعَقَارِبُ وَحَشَرَاتُ الأَرْضِ فَتَنْهَشُ وَتَأْكُلُ مِنْ جَسَدِهِ فَقَدْ رَوَى الطَّبَرَانِىُّ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ أَنَّهُ قَالَ وَيُسَلَّطُ عَلَيْهِ عَقَارِبُ وَثَعَابِينُ لَوْ نَفَخَ أَحَدُهُمْ فِى الدُّنْيَا مَا أَنْبَتَتْ شَيْئًا تَنْهَشُهُ فَتُؤْمَرُ الأَرْضُ فَتُضَمُّ حَتَّى تَخْتَلِفَ أَضْلاعُهُ، أَىْ تَتَشَابَكُ فَالأَضْلاعُ الَّتِى فِى إِحْدَى الْجِهَتَيْنِ تَدْخُلُ فِى الأَضْلاعِ الَّتِى فِى الْجِهَةِ الأُخْرَى. وَيَبْقَى مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَدْخُلُ النَّارَ خَالِدًا فِيهَا أَبَدًا. وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ انْزِعَاجُ بَعْضِ عُصَاةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ ظُلْمَةِ الْقَبْرِ وَوَحْشَتِهِ وَتَحْصُلُ لِبَعْضِهِمْ ضَغْطَةُ الْقَبْرِ.