السبت أكتوبر 19, 2024

(189) مَا هُوَ مَسْلَكُ الْخَلَفِ فِى تَأْوِيلِ الآيَاتِ الْمُتَشَابِهَةِ.

        الْخَلَفُ هُمْ مَنْ جَاءُوا بَعْدَ الْقُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى وَهَؤُلاءِ يُؤَوِّلُونَ الآيَاتِ الْمُتَشَابِهَةَ تَفْصِيلًا بِتَعْيِينِ مَعَانٍ لَهَا وَلا يَحْمِلُونَهَا عَلَى ظَوَاهِرِهَا وَلا بَأْسَ بِسُلُوكِهِ وَلا سِيَّمَا عِنْدَ الْخَوْفِ مِنْ تَزَلْزُلِ الْعَقِيدَةِ عِنْدَ إِلْقَاءِ الشُّبَهِ عَلَى الْعَوَامِّ حِفْظًا لَهُمْ مِنَ التَّشْبِيهِ. وَهَذَا التَّأْوِيلُ التَّفْصِيلِىُّ هُوَ مِثْلُ تَأْوِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ ص فِى تَوْبِيخِ إِبْلِيسَ ﴿مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَىَّ﴾ فَيَجُوزُ أَنْ يُقَالَ الْمُرَادُ بِالْيَدَيْنِ الْعِنَايَةُ وَالْحِفْظُ أَىْ مَا مَنَعَكَ يَا إِبْلِيسُ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِعِنَايَتِى وَحِفْظِى أَىْ لِمَنْ أَكْرَمْتُهُ وَأَرَدْتُ لَهُ الْمَقَامَ الْعَالِىَ وَالْخَيْرَ الْعَظِيمَ وَهُوَ ءَادَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ.