الجمعة أكتوبر 18, 2024

(182) مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾.  

        ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ﴾ أَىْ ضَلالٌ وَهُمُ الْمُبْتَدِعَةُ فِى الِاعْتِقَادِ كَالْمُشَبِّهَةِ وَغَيْرِهِمْ ﴿فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ﴾ أَىِ الْمُتَشَابِهَ مِنَ الْقُرْءَانِ ﴿ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ﴾ أَىِ ابْتِغَاءَ إِيقَاعِ الْمُؤْمِنِ فِى اعْتِقَادِهِمُ الْبَاطِلِ ﴿وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ﴾ أَىْ تَأْوِيلًا بَاطِلًا وَهُوَ مُحَاوَلَتُهُمْ مَعْرِفَةَ وَقْتِ حُصُولِ الْقِيَامَةِ وَخُرُوحِ الدَّجَّالِ عَلَى التَّحْدِيدِ ﴿وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ﴾ أَىْ وَقْتَ حُصُولِهِ ﴿إِلَّا اللَّهُ﴾ أَىْ أَنَّ الْقُرْءَانَ فِيهِ ءَايَاتٌ مُتَشَابِهَاتٌ تَتَعَلَّقُ بِأُمُورٍ لَمْ يُطْلِعِ اللَّهُ أَحَدًا مِنَ الْخَلْقِ عَلَى وَقْتِ حُصُولِهَا كَوَقْتِ قِيَامِ السَّاعَةِ وَخُرُوجِ الدَّجَّالِ عَلَى التَّحْدِيدِ ﴿وَالرَّاسِخُونَ فِى الْعِلْمِ﴾ أَىِ الْمُتَمَكِّنُونَ فِيهِ ﴿يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ﴾ أَىْ بِالْقُرْءَانِ كُلِّهِ الْمُحْكَمِ مِنْهُ وَالْمُتَشَابِهِ ﴿كُلٌّ مِّنْ عِنْدِ رَبِّنَا﴾ أَىْ كُلٌّ مِنَ الْمُحْكَمِ وَالْمُتَشَابِهِ وَحْىٌ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا.