الجمعة أكتوبر 18, 2024

(179) مَا هُوَ سَبَبُ نُزُولِ سُورَةِ الإِخْلاصِ.

        سَبَبُ نُزُولِهَا أَنَّ الْيَهُودَ قَالُوا لِلرَّسُولِ ﷺ يَا مُحَمَّدُ صِفْ لَنَا رَبَّكَ الَّذِى تَعْبُدُهُ وَكَانَ سُؤَالُهُمْ تَعَنُّتًا أَىْ عِنَادًا لا حُبًّا لِلْعِلْمِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُورَةَ الإِخْلاصِ فَقَالَ النَّبِىُّ ﷺ هَذِهِ صِفَةُ رَبِّى عَزَّ وَجَلَّ، رَواهُ الْبَيْهَقِىُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُمَا. ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ أَىِ الَّذِى لا يَقْبَلُ التَّعَدُّدَ وَالْكَثْرَةَ وَلَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِى الذَّاتِ وَالصِّفَاتِ وَالأَفْعَالِ فَلا يُوجَدُ ذَاتٌ مِثْلُ ذَاتِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ جِسْمًا وَلَيْسَ لِغَيْرِهِ صِفَةٌ كَصِفَتِهِ أَوْ فِعْلٌ كَفِعْلِهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿اللَّهُ الصَّمَدُ﴾ أَىِ الَّذِى تَفْتَقِرُ إِلَيْهِ جَمِيعُ الْمَخْلُوقَاتِ مَعَ اسْتِغْنَائِهِ عَنْهُمْ فَلا يَنْتَفِعُ بِهِمْ وَلا يَدْفَعُ بِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ضَرَرًا وَهُوَ الَّذِى يُقْصَدُ عِنْدَ الشِّدَّةِ بِجَمِيعِ أَنْوَاعِهَا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾ نَفْىٌ لِلْمَادِّيَّةِ وَالِانْحِلالِ أَىْ أَنَّهُ لَيْسَ أَصْلًا لِغَيْرِهِ وَلا فَرْعًا فَهُوَ مُنَزَّهٌ عَنْ أَنْ يَنْحَلَّ مِنْهُ شَىْءٌ كَمَا يَنْفَصِلُ الْوَلَدُ عَنْ وَالِدِهِ أَوْ أَنْ يَحُلَّ هُوَ فِى شَىْءٍ كَمَا يَحُلُّ الْوَلَدُ فِى رَحِمِ أُمِّهِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ أَىْ لا شَبِيهَ وَلا مَثِيلَ لَهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.