الجمعة أكتوبر 18, 2024

(165) مَا مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى فِى سُورَةِ الأَنْفَالِ ﴿الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا﴾.

        مَعْنَاهُ أَنَّهُ تَعَالَى خَفَّفَ عَنْهُمُ الآنَ لِأَنَّهُ عَلِمَ بِعِلْمِهِ الأَزَلِىِّ أَنَّهُ يَكُونُ فِيهِمْ ضَعْفٌ أَىْ نُسِخَ مَا كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِمْ مِنْ مُقَاوَمَةِ وَاحِدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِأَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ مِنَ الْكُفَّارِ بِإِيجَابِ مُقَاوَمَةِ وَاحِدٍ لِاثْنَيْنِ مِنَ الْكُفَّارِ رَحْمَةً بِهِمْ لِلضَّعْفِ الَّذِى فِيهِمْ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ عَلِمَ ذَلِكَ بَعْدَ أَنْ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا لِأَنَّ اللَّهَ لا يَكْتَسِبُ عِلْمًا جَدِيدًا بَلْ هُوَ عَالِمٌ فِى الأَزَلِ بِكُلِّ شَىْءٍ.