الجمعة أكتوبر 18, 2024

(159) مَا مَعْنَى أَنَّ الْمَشِيئَةَ تَابِعَةٌ لِلْعِلْمِ وَمَا الدَّلِيلُ عَلَى أَنَّ الْمَشِيئَةَ لَيْسَتْ تَابِعَةً لِلأَمْرِ.

الْمَشِيئَةُ تَابِعَةٌ لِلْعِلْمِ أَىْ مَا عَلِمَ اللَّهُ حُدُوثَهُ فَقَدْ شَاءَ حُدُوثَهُ وَمَا عَلِمَ أَنَّهُ لا يَكُونُ لَمْ يَشَأْ أَنْ يَكُونَ وَلَيْسَتِ الْمَشِيئَةُ تَابِعَةً لِلأَمْرِ كَمَا زَعَمَتِ الْمُعْتَزِلَةُ بِدَلِيلِ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِالْوَحْىِ الْمَنَامِىِّ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَلَمْ يَشَأْ لَهُ أَنْ يُذْبَحَ فَلَمَّا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ تَنْفِيذَ مَا أُمِرَ بِهِ فَدَى اللَّهُ تَعَالَى إِسْمَاعِيلَ بِكَبْشٍ مِنَ الْجَنَّةِ جَاءَ بِهِ جِبْرِيلُ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ يَأْمُرُ بِمَا لَمْ يَشَأْ وُقُوعَهُ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ قَدْ يَأْمُرُ بِمَا لَمْ يَشَأْ ابْتِلاءً لِلْعِبَادِ كَمَا أَنَّهُ عَلِمَ بِوُقُوعِ شَىْءٍ مِنَ الْعَبْدِ كَالْكُفْرِ وَالْمَعَاصِى وَنَهَاهُ عَنْ فِعْلِهِ.