(156) اذْكُرْ بُطْلانَ مَا تَدَّعِيهِ الْمُشَبِّهَةُ بِأَنَّ السَّلَفَ مَا كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ مُتَكَلِّمٌ بِكَلامٍ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَإِنَّمَا هَذَا بِدْعَةُ الأَشَاعِرَةِ.
لَيْسَ الأَمْرُ كَمَا تَقُولُ الْمُشَبِّهَةُ بِأَنَّ السَّلَفَ وَهُمْ أَهْلُ الْقُرُونِ الثَّلاثَةِ الأُولَى مَا كَانُوا يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ مُتَكَلِّمٌ بِكَلامٍ لَيْسَ بِحَرْفٍ وَإِنَّمَا هَذَا بِدْعَةُ الأَشَاعِرَةِ وَمُرَادُهُمْ بِهَذَا صَرْفُ النَّاسِ عَنِ التَّنْزِيهِ إِلَى اعْتِقَادِهِمُ الْبَاطِلِ. قَالَ الإِمَامُ أَبُو حَنِيفَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ مِنْ رُؤُوسِ السَّلَفِ وُلِدَ سَنَةَ ثَمَانِينَ لِلْهِجْرَةِ وَيَتَكَلَّمُ لا كَكَلامِنَا نَحْنُ نَتَكَلَّمُ بِالآلاتِ مِنَ الْمَخَارِجِ وَالْحُرُوفِ وَاللَّهُ مُتَكَلِّمٌ بِلا ءَالَةٍ وَلا حَرْفٍ. وَهَذَا الْكَلامُ مِنَ الإِمَامِ أَبِى حَنِيفَةَ ثَابِتٌ عَنْهُ ذَكَرَهُ فِى رِسَالَةِ الْفِقْهِ الأَكْبَرِ وَهِىَ إِحْدَى رَسَائِلِهِ الْخَمْسِ الَّتِى صَحَّتْ نِسْبَتُهَا إِلَيْهِ كَمَا قَالَ الْحَافِظُ الْفَقِيهُ الْحَنَفِىُّ مُحَمَّدُ مُرْتَضَى الزَّبِيدِىُّ فِى شَرْحِهِ عَلَى إِحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ.