الجمعة أكتوبر 18, 2024

(152) تَكَلَّمْ عَنْ صِفَةِ الْبَصَرِ لِلَّهِ تَعَالَى.

        يَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ اللَّهَ يَرَى بِرُؤْيَتِهِ الأَزَلِيَّةِ كُلَّ الْمَرْئِيَّاتِ فَهُوَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَرَى ذَاتَهُ الأَزَلِىَّ وَيَرَى جَمِيعَ الْمَخْلُوقَاتِ مِنْ غَيْرِ حَاجَةٍ إِلَى حَدَقَةٍ أَوْ شُعَاعِ ضَوْءٍ لِأَنَّ اللَّهَ لَوْ كَانَ لَهُ عَيْنٌ بِمَعْنَى الْجِسْمِ لَكَانَ مِثْلًا لَنَا وَلَجَازَ عَلَيْهِ مَا يَجُوزُ عَلَيْنَا مِنَ الْمَوْتِ وَالْفَنَاءِ وَالتَّغَيُّرِ. أَمَّا الدَّلِيلُ السَّمْعِىُّ عَلَى وُجُوبِ الْبَصَرِ لِلَّهِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الشُّورَى ﴿وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ وَقَوْلُهُ ﷺ فِى تَعْدَادِ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، رَوَاهُ التِّرْمِذِىُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ. وَأَمَّا الدَّلِيلُ الْعَقْلِىُّ عَلَى وُجُوبِ الْبَصَرِ لِلَّهِ فَهُوَ أَنَّهُ لَوْ لَمْ يَكُنْ بَصِيرًا رَائِيًا لَكَانَ أَعْمَى وَالْعَمَى أَىْ عَدَمُ الرُّؤْيَةِ نَقْصٌ عَلَى اللَّهِ وَالنَّقْصُ عَلَيْهِ مُسْتَحِيلٌ.