الجمعة أكتوبر 18, 2024

(149) تَكَلَّمْ عَنْ صِفَةِ الْقِدَمِ لِلَّهِ تَعَالَى.

        يَجِبُ لِلَّهِ تَعَالَى الْقِدَمُ بِمَعْنَى الأَزَلِيَّةِ أَىْ أَنَّهُ لا ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ لا بِمَعْنَى تَقَادُمِ الْعَهْدِ وَالزَّمَنِ أَىْ لا بِمَعْنَى أَنَّهُ مَضَى عَلَيْهِ زَمَانٌ طَوِيلٌ فَيَجِبُ اعْتِقَادُ أَنَّ اللَّهَ قَدِيمٌ أَىْ لَمْ يَسْبِقْ وُجُودَهُ عَدَمٌ لِأَنَّهُ لَوْ كَانَ سَبَقَهُ الْعَدَمُ لَكَانَ حَادِثًا أَىْ مَخْلُوقًا. فَالْقَدِيمُ فِى حَقِّ اللَّهِ مَعْنَاهُ أَنَّهُ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِى سُورَةِ الْحَدِيدِ ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾ أَىْ أَنَّ اللَّهَ وَحْدَهُ الأَوَّلُ الَّذِى لا ابْتِدَاءَ لِوُجُودِهِ وَأَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى جَوَازِ إِطْلاقِ الْقَدِيمِ عَلَى اللَّهِ ذَكَرَ ذَلِكَ الإِمَامُ مُحَمَّدُ مُرْتَضَى الزَّبِيدِىُّ فِى شَرْحِ إِحْيَاءِ عُلُومِ الدِّينِ. وَأَمَّا الْقَدِيمُ فِى حَقِّ الْمَخْلُوقِ فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ مَضَى عَلَيْهِ زَمَانٌ طَوِيلٌ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فِى الْقَمَرِ فِى سُورَةِ يس ﴿حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ﴾ أَىْ كَعِذْقِ النَّخْلِ الَّذِى مَضَى عَلَيْهِ زَمَانٌ طَوِيلٌ فَيَبِسَ وَتَقَوَّسَ.