الجمعة أكتوبر 18, 2024

(106) مَا مَعْنَى قَوْلِ الْعُلَمَاءِ قِدَمُ اللَّهِ لَيْسَ زَمَانِيًّا.

        أَىْ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لا يَجْرِى عَلَيْهِ زَمَانٌ أَىْ لا بِدَايَةَ لِوُجُودِهِ لِأَنَّ الزَّمَانَ حَادِثٌ فَالزَّمَانُ حَدَثَ مَعَ وُجُودِ أَوَّلِ الْمَخْلُوقَاتِ وَهُوَ الْمَاءُ وَاللَّهُ تَعَالَى كَانَ قَبْلَ الزَّمَانِ وَقَبْلَ الْمَكَانِ وَقَبْلَ الظُّلُمَاتِ وَقَبْلَ النُّورِ فَهُوَ تَعَالَى لَيْسَ مِنْ قَبِيلِ الْعَالَمِ الْكَثِيفِ الَّذِى يُجَسُّ بِالْيَدِ كَالأَرْضِ وَالْحَجَرِ وَالْكَوَاكِبِ وَالنَّبَاتِ وَالإِنْسَانِ وَلَيْسَ مِنْ قَبِيلِ الْعَالَمِ اللَّطِيفِ الَّذِى لا يُجَسُّ بِالْيَدِ كَالنُّورِ وَالرُّوحِ وَالْهَوَاءِ وَالْجِنِّ وَالْمَلائِكَةِ لِمُخَالَفَتِهِ تَعَالَى لِلْحَوَادِثِ أَىْ عَدَمِ مُشَابَهَتِهِ لِلْمَخْلُوقَاتِ بِأَىِّ وَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ.