ذِكْرُ بَعْضٍ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (1)
إِنَّ مُعْجِزَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَثِيرَةٌ حَتَّى قَالَ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ إِنَّ اللَّهَ لَمْ يُعْطِ نَبِيًّا مُعْجِزَةً إِلَّا وَأَعْطَى مُحَمَّدًا مِثْلَهَا أَوْ أَكْبَرَ مِنْهَا.
وَمِنْ هَذِهِ الْمُعْجِزَاتِ:
(1) الْقُرْءَانُ الْكَرِيمُ: وَهُوَ أَكْبَرُ مُعْجِزَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّالَّةِ عَلَى صِدْقِهِ الَّذِي لَوِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِهِ لَمْ يَقْدِرُوا.
(2) انْشِقَاقُ الْقَمَرِ: طَلَبَ الْكُفَّارُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُرِيَهُمْ ءَايَةً فَأَشَارَ إِلَى الْقَمَرِ فَانْشَقَّ فِلْقَتَيْنِ وَشَاهَدَ ذَلِكَ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ وَخَارِجَهَا.
(3) خُرُوجُ الْمَاءِ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ: أُتِيَ مَرَّةً بِإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ لا يغمرُ أَصَابِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعَ كَفَّهُ الشَّرِيفَةَ فِي الْمَاءِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَنْبَعُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ حَتَّى تَوَضَّأَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ وَشَرِبُوا.
رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ »عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَكَانَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ يَتَوَضَّأُ مِنْهَا فَجَهَشَ النَّاسُ (أَيْ أَقْبَلُوا إِلَيْهِ) فَقَالَ »مَا لَكُمْ» فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَيْسَ عِنْدَنَا مَا نَتَوَضَّأُ بِهِ وَلا مَا نَشْرَبُهُ إِلَّا مَا بَيْنَ يَدَيْكَ فَوَضَعَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ، فَشَرِبْنَا وَتَوَضَّأْنَا فَقِيلَ كَمْ كُنْتُمْ؟ قَالَ »لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً».
(4) ردُّ عَيْنِ قَتَادَةَ بَعْدَ انْقِلاعِهَا: فَقَدْ رَوَى الْبَيْهَقِيُّ عَنْ قَتَادَةَ بنِ النُّعْمَانِ أَنَّهُ أُصِيبَتْ عَيْنُهُ يَوْمَ بَدْرٍ فَسَالَتْ حَدَقَتُهُ عَلَى وَجْنَتِهِ فَأَرَادُوا أَنْ يَقْطَعُوهَا فَسَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ فَقَالَ »لا» فَدَعَا بِهِ فَغَمَزَ حَدَقَتَهُ بِرَاحَتِهِ فَبَرِئَتْ فَكَانَ لا يَدْرِي أَيَّ عَيْنَيْهِ أُصِيبَتْ.
(5) تَسْبِيحُ الطَّعَامِ فِي يَدِهِ: أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ »كُنَّا نَأْكُلُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّعَامَ وَنَحْنُ نَسْمَعُ تَسْبِيحَ الطَّعَامِ».
وَهَذِهِ الْمُعْجِزَاتُ أَعْجَبُ مِنْ إِحْيَاءِ الْمَوْتَى الَّذِي هُوَ إِحْدَى مُعْجِزَاتِ الْمَسِيحِ.
أَسْئِلَةٌ:
(1) مُعْجِزَاتُ الرَّسُولِ كَثِيرَةٌ هَلْ تَحْفَظُ قَوْلًا لِلشَّافِعِيِّ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ؟
(2) مَا هِيَ مُعْجِزَةُ الْقُرْءَانِ الْكَرِيمِ؟ وَمُعْجِزَةُ انْشِقَاقِ الْقَمَرِ؟
(3) كَيْفَ خَرَجَ الْمَاءُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ مَاذَا رَوَى الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ فِي ذَلِكَ؟
(4) مَا اسْمُ الصَّحَابِيِّ الَّذِي رَدَّ الرَّسُولُ لَهُ عَيْنَهُ، مَتَى حَصَلَ هَذَا؟ فِي أَيَّةِ مَعْرَكَةٍ؟
(5) أَكْمِلْ مَا يَلِي: أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: كُنَّا نَأْكُلُ مَعَ النَّبِيِّ….