الدَّرْسُ الْخَامِسُ
عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ »لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ« رَوَاهُ الْبُخَارِىُّ وَمَعْنَى لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ أَىْ لا يَدْخُلُهَا مَعَ الأَوَّلِينَ.
وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ هُوَ أَنْ يُؤْذِىَ الْوَلَدُ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا أَذًى شَدِيدًا غَيْرَ هَيِّنٍ وَذَلِكَ كَأَنْ يَضْرِبَ وَالِدَيْهِ أَوْ يَسُبَّهُمَا أَوْ يَلْعَنَهُمَا أَوْ أَحَدَهُمَا فَهَذَا مِنَ الْمَعَاصِى الْكَبِيرَةِ.
وَمِنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ أَنْ يُعِينَ الْوَلَدُ أَبَاهُ عَلَى ظُلْمِ أُمِّهِ أَوْ يُعِينَ أُمَّهُ عَلَى ظُلْمِ أَبِيهِ فَهَذَا أَيْضًا حَرَامٌ مِنْ كَبَائِرِ الذُّنُوبِ. وَعُقُوقُ الأُمِّ أَشَدُّ مَعْصِيَةً مِنْ عُقُوقِ الأَبِ كَمَا أَنَّ بِرَّ الأُمِّ أَعْظَمُ ثَوَابًا مِنْ بِرِّ الأَبِ وَإِذَا أَطَاعَ الْمُسْلِمُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ إِذَا أَمَرَاهُ بِشَىْءٍ لَيْسَ فِيهِ مَعْصِيَةٌ لِلَّهِ كَانَ لَهُ ثَوَابٌ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى إِنْ نَوَى نِيَّةً حَسَنَةً.
وَقَدْ وَرَدَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ رَأَى رَجُلًا يَحْمِلُ أُمَّهُ عَلَى ظَهْرِهِ فَقَالَ لَهُ هَذَا الرَّجُلُ لَقَدْ حَجَجْتُ بِأُمِّى وَهِىَ عَلَى ظَهْرِى أَتَرَانِى وَفَّيْتُهَا حَقَّهَا يَا ابْنَ عُمَرَ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ وَلا بِطَلْقَةٍ أَىْ وَلا بِطَلْقَةٍ وَاحِدَةٍ مِنْ ءَالامِ الْوَضْعِ عِنْدَمَا وَلَدَتْهُ.
فَاحْرِصْ أَنْ تَكُونَ مُطِيعًا لِوَالِدَيْكَ فِى طَاعَةِ اللَّهِ وَاجْتَنِبْ تِلْكَ الْمَعْصِيَةَ الذَّمِيمَةَ مَعْصِيَةَ الْعُقُوقِ.
أَسْئِلَةٌ.
(1) اذْكُرْ حَدِيثًا عَنْ رَسُولِ اللَّهِ فِى النَّهْىِ عَنْ عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ وَمَنْ رَوَاهُ.
(2) مَا مَعْنَى الْحَدِيثِ »لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَاقٌّ«.
(3) مَا هُوَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ أَعْطِ مِثَالًا.
(4) أَيُّهُمَا أَشَدُّ مَعْصِيَةُ عُقُوقِ الأُمِّ أَمْ عُقُوقِ الأَبِ.
(5) أَيُّهُمَا أَعْظَمُ ثَوَابًا بِرُّ الأُمِّ أَمْ بِرُّ الأَبِ.