📌 *حديث الجارية* 📌
📌 سؤال النبيّ ﷺ للجارية السوداء: أين الله، *كان سؤالا عن تعظيمها لله* وأما قولها: في السماء، معناه *عالي القدر جدا*. وهذا ما عليه علماء الإسلام الأجلّاء. ومن هؤلاء *الإمام النووي*، إذ يقول في شرحه على صحيح مسلم، طبع دار الكتب العلمية ج٥\ص۲۲:
👈 *”قَوْلُهُ ﷺ أَيْنَ الله قَالَتْ فِي السَّمَاءِ قَالَ مَنْ أَنَا قَالَتْ أَنْتَ رَسُولُ الله قَالَ أَعْتِقْهَا فَإِنَّهَا مُؤْمِنَةٌ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أحَادِيثِ الصِّفَاتِ وَفِيهَا مَذْهَبَانِ تَقَدَّمَ ذِكْرُهُمَا مَرَّاتٍ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ
📍 *أَحَدُهُمَا الْإِيمَانُ بِهِ مِنْ غَيْرِ خَوْضٍ فِي مَعْنَاهُ مَعَ اعْتِقَادِ أَنَّ الله تَعَالَى لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَتَنْزِيهِهِ عَنْ سِمَاتِ الْمَخْلُوقَاتِ*
📍 *وَالثَّانِي تَأْوِيلُهُ بِمَا يَلِيقُ بِهِ فَمَنْ قَالَ بِهَذَا قَالَ كَانَ الْمُرَادُ امْتِحَانَهَا هَلْ هِيَ مُوَحِّدَةٌ تُقِرُّ بِأَنَّ الْخَالِقَ الْمُدَبِّرَ الْفَعَّالَ هُوَ الله وَحْدَهُ وَهُوَ الَّذِي إِذَا دَعَاهُ الدَّاعِي اسْتَقْبَلَ السَّمَاءَ كَمَا إِذَا صَلَّى الْمُصَلِّي اسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةَ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ مُنْحَصِرٌ فِي السَّمَاءِ كَمَا أَنَّهُ لَيْسَ مُنْحَصِرًا فِي جِهَةِ الْكَعْبَةِ بَلْ ذَلِكَ لِأَنَّ السَّمَاءَ قِبْلَةُ الدَّاعِينَ كَمَا أَنَّ الْكَعْبَةَ قِبْلَةُ الْمُصَلِّينَ أَوْ هِيَ مِنْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ الْعَابِدِينَ لِلْأَوْثَانِ الَّتِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَلَمَّا قَالَتْ فِي السَّمَاءِ عُلِمَ أَنَّهَا مُوَحِّدَةٌ وَلَيْسَتْ عَابِدَةً لِلْأَوْثَانِ”*.
👈 ثم قال: *”قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ لَا خِلَافَ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ قَاطِبَةً فَقِيهُهُمْ وَمُحَدِّثُهُمْ وَمُتَكَلِّمُهُمْ وَنُظَّارُهُمْ وَمُقَلِّدُهُمْ أَنَّ الظَّوَاهِرَ الْوَارِدَةَ بِذِكْرِ الله تَعَالَى فِي السَّمَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى ﴿ءَأَمِنتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الأرضَ﴾ وَنَحْوِهِ لَيْسَتْ عَلَى ظَاهِرِهَا بَلْ مُتَأَوَّلَةٌ عِنْدَ جَمِيعِهِمْ”*.
📌 قال السّندي في حاشيته على شرح الحافظ جلال الدين السيوطي على “سنن النسائي”. طبع دار إحياء التراث العربي ج٣\ص١٨:
👈 *”قول النبي ﷺ: أين الله، قيل معناه في أي جهة يتوجه المتوجهون إلى الله تعالى، وقولها: في السماء، أي في جهة السماء يتوجهون، والمطلوب معرفة أن تعترف بوجوده تعالى لا إثبات الجهة لله”*.
📌 كتاب “تفسير القرطبي”، المعروف كذلك باسم “الجامع لأحكام القرءان”. طبع دار الكتب العلمية ط٢\ج٦ في تفسير قول الله تعالى: ﴿وَهُوَ الله فِي السَّمَـــوَاتِ وَفِي الأَرْض﴾:
👈 *”أي وهو الله الْمُعظّم أو المعبود – أي بحق – في السمــوات وفي الأرض” ثم قال: “والقاعدة تنزيهه جلّ وعزّ عن الحركة والانتقال وشغل الأمكنة”*. اهـ.
📌 كتاب تفسير القرطبي، طبع دار الكتب العلمية ط٢ ﴿وَهُوَ القَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ﴾:
👈 *”الْقَهْرُ الْغَلَبَةُ، وَالْقَاهِرُ الْغَالِبُ”*.
👈 ثم قال: *”وَمَعْنَى ﴿فَوْقَ عِبادِهِ﴾ فَوْقِيَّةُ الِاسْتِعْلَاءِ بِالْقَهْرِ وَالْغَلَبَةِ عَلَيْهِمْ، أَيْ هُمْ تَحْتَ تَسْخِيرِهِ لَا فَوْقِيَّةَ مَكَانٍ، كَمَا تَقُولُ: السُّلْطَانُ فَوْقَ رَعِيَّتِهِ أَيْ بِالْمَنْزِلَةِ وَالرِّفْعَةِ”*.
📌 كتاب الـمُعْلِم بفوائد مسلم للمازري. طبع المؤسسة الوطنية للكتاب\الجزائر ط٢\ج١\ص٤١٢
👈 *”إنما وجّه السؤال بــ (أين) ها هنا سؤال عمّا تعتقده من جلال البارئ سبحانه وعظمته، وإشارتها إلى السماء إخبار عن جلالته تعالى في نفسها، والسماء قبلة الداعين كما أن الكعبة قبلة المصلين فكما لم يدلّ استقبال الكعبة على أنّ الله جلّت قدرته فيها، لم يدلّ التوجه إلى السماء والإشارة على أنّ الله سبحانه حالّ فيها”*
📌 كتاب القبس لأبي بكر بن العربي المعافري. طبع دار الغرب الإسلامي ط٢\ج٣\ص٩٦٧
بعد أن بيّن أنّ كلمة (أين) قد يُراد بها السؤال عن المكان وعن المكانة
👈 قال: *”والنبي ﷺ قد أطلق اللفظ وقصد به الواجب لله وهو شرف المكانة الذي يُسألُ عنها بــ (أين) ولم يجز أن يريد المكان لأنه محالٌ عليه”*
📌 كتاب دفع شبهة التشبيه لابن الجوزي
👈 *”قد ثبت عند العلماء أن الله تعالى لا تحويه السماء ولا الأرض ولا تضمه الأقطار، وإنما عرف بإشارتها تعظيم الخالق جلّ جلاله عندها”*
📌 كتاب إشارات المرام للبياضي طبع دار الكتب العلمية ط١\ص١٦٦
👈 *”فقال لها النبي ﷺ: أمؤمنة أنت؟ قالت: نعم، فقال النبي ﷺ: أين الله؟ سائلا عن المنزلة والعلوّ على العباد علوّ القهر والغلبة، ومشيرا أنه إذا دعاه العباد استقبلوا السماء دون ظاهره من الجهة. ثم قال: فأشارت إلى السماء، إشارة إلى أعلى المنازل، كما يقال: فلان في السماء أي رفيع القدر جدا”*