تكفير حزب الإخوان لحكام المسلمين ورعاياهم:
اعلم أخي المسلم أن حزب الإخوان اتبعوا زعيمهم سيد قطب في قوله “من حكم بغير القرءان ولو في حكم واحد فقد رد ألوهية الله وادعى الألوهية لنفسه” محتجا بقول الله تعالى: “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” فكفر بذلك الحكام الذين يحكمون بالقانون وكفر الرعايا، وتفسير سيد قطب لهذه الآية مخالف لتفسير عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو المعروف بترجمان القرءان ومخالف لتفسير غير ابن عباس من الصحابة ومن تبعهم إلى يومنا من علماء الإسلام، فإنه ثبت عن عبد الله بن عباس فيما رواه الحاكم في المستدرك أنه قال: إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه إنه ليس كفرا ينقل عن الملة “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” كفر دون كفر أي ذنب كبير. وبيان ذلك أن الذنوب الكبيرة كقتل مسلم وترك الصلاة ورد أنه كفر في أحاديث صحيحة الإسناد وليس مراد الرسول بذلك الكفر الذي يخرج من الدين، إنما معناه تشبيه هذه المعصية بالكفر كقوله صلى الله عليه وسلم: “سباب المسلم فسوق وقتاله كفر”. فقوله “وقتاله كفر” لا يريد به أن قتال المسلم للمسلم كفر يخرج من الدين إنما المراد أنه ذنب كبير يشبه الكفر لأن القرءان الكريم سمى الفئتين المتقاتلتين من المسلمين مؤمنين قال تعالى: “وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا”. ثم إنه ورد في صحيح مسلم عن الصحابي الجليل البراء بن عازب أنه قال: إن هذه الآية “ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون” نزلت في الكفار أي الذين يحكمون بغير ما أنزل الله وليس المسلمين الذين يحكمون بغير ما أنزل الله. ولم يصح بالإسناد الصحيح عن الصحابة في تفسير هذه الآية إلا هذان التفسيران تفسير عبد الله بن عباس وتفسير البراء بن عازب وعلى ذلك درج علماء الإسلام، ثم ظهر سيد قطب زعيم حزب الإخوان فعمل تفسيرا للقرءان كفر فيه المسلمين حاكما ومحكوما كفر الحاكم لأنه يحكم بغير الشرع وكفر رعية ذلك الحاكم لأنهم لم يثوروا عليه، فسيد قطب وأتباعه يكفرون الحكام ويكفرون رعاياهم إلا من قام معهم فثار على الحكام. ثم كثير من الناس انفتنوا بتفسير سيد قطب وعملوا على تنفيذه حتى قتلوا خلقا كثيرا في مصر والجزائر وغيرها معتبرين قتلهم لمن يخالفهم قربة إلى الله، وأتباع سيد قطب يسمون أنفسهم بالإخوان المسلمين والجماعة الإسلامية ليظن الناس أنهم دعاة إلى حقيقة الإسلام اعتقادا وعملا، وواقع حالهم خلاف ذلك.