السبت ديسمبر 13, 2025

قول الفقيه ابن جماعة([1]) رحمه الله
(ت 733هـ)

قال ابن جماعة الشافعي([2]): «لما انتشر الإسلام في الأرض، ودخل فيه من لا يعرف تصاريف لسان العرب من الأعاجم والأنباط، والتبس عليهم اللسان العربي بالعرفي لعدم علمهم بتصاريفه من حقيقة ومجاز وكناية واستعارة وحذف وإضمار وغير ذلك وقع من وقع في التجسيم وطائفة في التعطيل، وتفرقت الآراء في الكلام على الذات والصفات، كما أخبر الصادق _ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم _ عن فرق الأمة الكائنة بعده» اهـ.

وقال أيضا([3]): «الموجود قسمان: موجود لا يتصرف فيه الوهم والحس والخيال والانفصال، وموجود يتصرف ذلك فيه ويقبله، فالأول ممنوع لاستحالته، والرب لا يتصرف فيه ذلك، إذ ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر، فصح وجوده عقلا من غير جهة ولا حيز، كما دل الدليل العقلي فيه فوجب تصديقه عقلا، وكما دل الدليل العقلي على وجوده مع نفي الجسمية والعرضية مع بعد الفهم الحسي له، فكذلك دل على نفي الجهة والحيز مع بعد فهم الحس له» اهـ.

[1] ) محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني الحموي الشافعي، بدر الدين، أبو عبد الله، قاض، من العلماء بالحديث وسائر علوم الدين.ولد في حماة وولي الحكم والخطابة بالقدس ثم القضاء بمصر فقضاء الشام ثم قضاء مصر إلى أن شاخ وعمي، كان من خيار القضاة وتوفي بمصر. له تصانيف، منها: « المنهل الروي في الحديث النبوي»، و« كشف المعاني في المتشابه من المثاني». الأعلام، الزركلي، 5/298.

 

[2] ) إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، ابن جماعة، ص91.

 

[3] ) إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل، ابن جماعة، ص104، 105.