الإثنين ديسمبر 8, 2025

 حديث النزول

 

 كتاب “شرح الزرقاني على موطأ الإمام مالك”، طبع دار الحديث القاهرة. ص٤٤ عن حديث النزول قال:

 ” كذا حكي عن مالك أنه أوله بنزول رحمته وأمره أو ملائكته، كما يقال فعل الملك كذا أي أتباعه بأمره”

 ثم قال “ولو صح ذلك عن مالك لكان معناه أن الأغلب في الاستجابة ذلك الوقت.  وقال الباجي: هو إخبار عن إجابة الداعي وغفرانه للمستغفرين وتنبيه على فضل الوقت كحديث: ” إذا تقرب إلي عبدي شبرا تقربت إليه ذراعا. الحديث، لم يرد قرب المسافة لعدم إمكانه، وإنما أراد العمل من العبد ومنه تعالى الإجابة. وحكى ابن فورك أن بعض المشايخ ضبطه بضم أوله على حذف المفعول أي ينزل ملكا، قال الحافظ: ويقويه ما رواه النسائي من طريق الأغر عن أبي هريرة وأبي سعيد: «أن الله يمهل حتى يمضي شطر الليل، ثم يأمر مناديا يقول هل من داع فيستجاب له؟» ” الحديث. وحديث عثمان بن أبي العاص عند أحمد: ” «ينادي مناد: هل من داع يستجاب له؟» الحديث”

 ثم قال: “وقال البيضاوي: لما ثبت بالقواطع أنه سبحانه منزه عن الجسمية والتحيز امتنع عليه النزول على معنى الانتقال من موضع إلى موضع أخفض منه”

 

 يقول الإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي في كتابه “صيد الخاطر”، طبع دار الكتاب العربي ص٣١٢:

 “فترى أقواما يسمعون أخبار الصفات فيحملونها على ما يقتضيه الحس، كقول قائلهم ينزل بذاته إلى السماء وينتقل وهذا فهم رديء، لأن المنتقل يكون من مكان إلى مكان، ويوجب ذلك كون المكان أكبر منه ويلزم منه الحركة وكل ذلك محال على الحق عز وجل”.

 

 كتاب المنهل العميم بحاشية المنهج القويم للترمسي. طبع دار المنهاج ج٣\ص٦٠٥

 “قال ابن المقري: النزول راجع إلى أفعاله لا إلى ذاته، بل ذاك عبارة عن ملكه الذي ينزل بأمره ونهيه”

 

 كتاب القبس لأبي بكر بن العربي المعافري. طبع دار الغرب الإسلامي  ط٢\ج١\ص٢٨٩

  “والنزول في اللغة في الحقيقة حركة، والحركة لا تجوز على الله سبحانه وتعالى، فلم يبق إلا العدول عن حقيقة النزول إلى مجازه”

 

 قول الإمام مالك في الاستواء

  كتاب تفسير السمرقندي (٣٧٥ هـ). طبع دار الكتب العلمية ج١\ص٥٤٥

 وذكر أن رجلا دخل على مالك بن أنس فسأله عن قوله ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ فقال: الاستواء غير مجهول والكيفية غير معقولة والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا ضالا. فأخرجوه

 

 كتاب “الأسماء والصفات” للحافظ البيهقي (٤٥٨ هـ)، طبع دار الكتاب العربي، ط٢\ج٢\ص ١٥٠ – ١٥١

 جاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ فكيف استوى فأطرق رأسه مليا وعلته الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا، فأمر به أن يخرج

 

   قال الحافظ البيهقي (٤٥٨ هـ) في كتابه “الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة والجماعة”، طبع دار الكتب العلمية، ط۲\ص٥٦

 جاء رجل فقال: يا أبا عبد الله، ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ كيف استوى فأطرق رأسه مليا وعلته الرحضاء ثم قال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أراك إلا مبتدعا، فأمر به أن يخرج

 

كتاب دفع شبه التشبيه لابن الجوزي (٥٩٧ هـ). طبع دار الإمام الرواس ص١٢٢

 دخل رجل فقال: يا أبا عبد الله، ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ فكيف استوى؟ فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال: الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة فأخرجوه فأخرج

 

كتاب الذخيرة للقرافي (٦٨٤ هـ) طبع دار الغرب الإسلامي ص٢٤٢

 قال رجل لمالك: يا أبا عبد الله، ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ كيف استوى؟ قال: الاستواء غير مجهول والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب وأراك صاحب بدعة أخرجوه

 

كتاب تفسير الخازن (٧٢٥هـ). طبع دار الفكر ص٢٣٨

 دخل رجل فقال يا أبا عبد الله ﴿الرحمن على العرش استوى﴾ كيف استواؤه، قال فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال له كيف، وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة فأخرجوه فأخرج

 

 في “تفسير البحر المحيط”، طبع دار الكتب العلمية، ط۱\ج٤\ص٣۱٠ يقول أبو حيان الأندلسي (٧٤٥هـ):

 وسأل مالك بن أنس رجل عن هذه الآية فقال: كيف استوى فأطرق رأسه مليا وعلته الرحضاء ثم قال: الاستواء معلوم والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وما أظنك إلا ضالا ثم أمر به فأخرج.

 

كتاب تفسير التحرير والتنوير للطاهر بن عاشور (١٣٩٣ هـ). طبع الدار التونسية للنشر ص١٦٣

 سأل رجل مالكا فقال: ﴿الرحمن على العرش استوى﴾. كيف استوى يا أبا عبد الله، فسكت مالك مليا حتى علاه الرحضاء ثم سري عنه فقال: الاستواء معلوم، والكيف غير معقول والسؤال عنه بدعة والإيمان به واجب وإني لأظنك ضالا

 

هذا كلام العلماء فيما نقلوه عن الإمام مالك رحمه الله في نفيه الكيف عن الله سبحانه وتعالى، وليس الأمر كما تزعم المشبهة، الذين يحرفون الرواية فيقولون إن الإمام مالك قال: الاستواء معلوم والكيف مجهول. فما أبعد قولهم هذا عن قول الإمام مالك رضي الله عنه.