العيد في بيت رسول الله ﷺ
في يوم بهيج من أيام المدينه المنورة، وفي صباح عيد كان البيت النبوي يشهد مظاهر الاحتفال بعيد المسلمين فعن عائشة رضي الله عنها قالت كانت عندي جاريتان تغنيان أي تنشدان في يوم عيد فدخل رسول الله ﷺ فاضطجع ولم ينكر ذلك فلما دخل أبو بكر أنكر ذلك إلا أن النبي ﷺ قال يا أبا بكر إنه يوم عيد يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا. هذا عيد المسلمين، هذا العيد لرسول الله ﷺ فرسول الله ﷺ لما دخل المدينة كان للناس يومان يفرحان فيه فقال رسول الله ﷺ أبدلكم الله بهما يومين، والمراد عيد الفطر وعيد الأضحى وهذا الغناء الذي كان في بيت رسول الله ﷺ لم يكن غناء محرما ولم يكن مع استعمال آلات الملاهي المحرمة، بل كان ذلك ضرب الدف من غير مجاوزة لحدود الشرع ومن غير مخالفة شرع الله تبارك وتعالى.
وأما عن العيد وكان رسول الله ﷺ يخرج ليصلي بالناس صلاة العيد وكان قبل أن يخرج يأكل شيئا من التمر ويجعل ذلك وترا يأكل تمرة أو ثلاثا أو خمسا أو ما شابه ذلك، ثم يخرج فيصلي صلاة العيد ويخطب بعدها خطبة العيد فتكون الخطبة بعد الصلاة بعكس صلاة الجمعة ويكبر في الركعة الأولى من صلاة العيد سبع تكبيرات ويكبر في الركعة الثانية خمسا. وكان إذا فرغ من الصلاة أعلم المسلمين بالخطبة وأخبرهم أنه يخطب الآن فمن أراد أن يبقى فليبق ومن أراد أن يذهب فليذهب وكان عليه الصلاة والسلام لا يصلي العيد في المسجد بل كان يصلي العيد في الخارج حتى عرف ذلك بمصلى العيد.
وكان النبي ﷺ يأمر بناته وزوجاته بالخروج لمصلى العيد تقول الصحابية الجليلة أم عطية كنا نؤمر بإخراج العواتق أي النساء اللواتي قاربن البلوغ أو بلغن والحيض يشهدن الخير ودعوة المسلمين في يوم العيد فكان النبي عليه الصلاة والسلام يظهر الفرح في هذا اليوم وذلك لأن العيد من شعار المسلمين فالعيد من شعائر الله تبارك وتعالى فإظهار الفرح في هذا اليوم قربة وعبادة إلى الله تبارك وتعالى وكان النبي ﷺ يذهب إلى مصلى العيد ماشيا لا راكبا. وكان يذهب من طريق ويرجع من طريق. وكان النبي ﷺ بعد خطبته يرجع إلى بيته عند زوجاته فكان عليه الصلاة والسلام يكلمهن ويعظهن ويوجههن وكان عليه الصلاه والسلام يعلم الناس إظهار الفرح في ذلك اليوم ويعلم الناس أن يوم العيد هو يوم مبارك، وإن احتفالنا بالأعياد هو نوع من العبادة احتفالنا يكون ذكر الله تعالى وبتعظيم شعائر الله وبتعظيم الله تعالى وتعظيم نبيه كما أمرنا الله ورسوله هذه احتفالاتنا في أعيادنا وكان الصحابة رضي الله عنهم يهنئون بعضهم بعضا في يوم العيد فكانوا يقولون تقبل الله منا ومنكم تقبل الله منا ومنكم.
وفي الختام لكل مؤمن ومؤمنة لكل محب لرسول الله ومـحبة لكل مقتد برسول الله ومقتدية لكل من كان من أمة محمد عليه الصلاة والسلام مؤمنا متبعا لهذا القائد العظيم لا ينبغي أن تخلو أيامنا من ذكره ومن الصلاة عليه لا ينبغي أن تخلو قلوبنا محبته وتعظيمه نعم لم نلتق به دنيانا، ولكن ربنا أكرم كريم نسأل الله تعالى الذي يجعلنا من أمة هذا القائد العظيم، أن يجعلنا من أتباعه يوم القيامه والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على حبيبي محمد سيد الأنبياء والمرسلين.