الإثنين ديسمبر 8, 2025

س32: تكلم على قراءة القرءان على الميت.

قراءة القرءان على الميت جائزة.

قال تعالى: {وافعلوا الخير}([1]) [الحج: 77].

الحديث: «اقرؤوا على موتاكم يـٰـس». ابن حبان، صحيح ابن حبان، وصححه، (فصل في المحتضر، 4/66)([2]). وإجماع أهل الحق على جوازه ونفعه.

[1])) يدخل في الخير البر والمعروف. الفخر الرازي، تفسير الفخر الرازي، 23/72.

[2])) وفي لفظ: «يـٰـس قلب القرءان، لا يقرؤها رجل يريد الله تبارك وتعالى والدار الآخرة إلا غفر له، واقرؤوها على موتاكم». أحمد، مسند أحمد، (5/26).

* وإذا قيل: إن بعض العلماء ضعفوه. فالجواب ما قد ذكره النووي في مقدمة «الأربعين النووية» (42، 43): «اتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال».اهـ.

* وإذا قيل: المحتضر فحسب، فالجواب: ليس في الحديث تخصيص بالمحتضر، كلمة «موتاكم» تحتمل المحتضر، وتحتمل الذي مات من قريب أو من بعيد.

* وكذلك الحديث الذي رواه الطبراني في المعجم الكبير (12/444): «إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وليقرأ عند رأسه بفاتحة الكتاب، وعند رجليه بخاتمة البقرة في قبره». قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري (4/658، 659) عن هذا الحديث: «أخرجه الطبراني بإسناد حسن».اهـ.

* وهذا ما فهمه أصحاب رسول الله ﷺ، جواز قراءة القرءان للميت عند قبره، فقد ثبت عن الصحابي الجليل عبد الله بن عمر بن الخطاب 5، أنه قرأ على القبر أول سورة البقرة وخاتمتها. البيهقي، السنن الكبرى، (كتاب الجنائز، باب ما ورد في قراءة القرءان عند القبر، 4/93)، وحسنه النووي، الأذكار، ص 137.

* من أقوال المالكية: «أصل هذا الباب الصدقة التي لا اختلاف فيها، فكما يصل للميت ثوابها فكذلك تصل قراءة القرءان والدعاء والاستغفار، إذ كل ذلك صدقة، فإن الصدقة لا تختص بالمال».اهـ. القرطبي، التذكرة، 1/277، 279.

* من أقوال الشافعية: قال النووي في «رياض الصالحين» (ص284): «قال الشافعي رحمه الله: ويستحب أن يقرأ عنده [أي الميت المدفون] شيء من القرءان، وإن ختموا القرءان عنده كان حسنا».اهـ.

* من أقوال الحنابلة: قال أبو بكر المروزي: «سمعت أحمد بن حنبل يقول: «إذا دخلتم المقابر فاقرؤوا آية الكرسي و{قل هو الله أحد} [الإخلاص: 1] ثلاث مرات، ثم قولوا: اللهم اجعل فضله لأهل المقابر»»، وقال: «فإنه يصل إليهم».اهـ. ابن مفلح، المقصد الأرشد، 2/338، 339.

* وهاك نقلين عن عمدتين للوهابية:

ابن تيمية في «مجموع فتاوى ابن تيمية»، (24/300) حين سئل عن حكم عمل الختمة لمن مات: «من قرأ القرءان محتسبا وأهداه إلى الميت نفعه ذلك».اهـ.

ابن عبد الوهاب في «أحكام تمني الموت» (ص75): «أخرج عبد العزيز صاحب الخلال بسنده مرفوعا: من دخل المقابر فقرأ سورة يـٰـس» خفف الله عنهم، وكان له بعدد من فيها حسنات».اهـ.

* وهذه قصة في كتاب «العاقبة» لعبد الحق الأزدي قال: «حدثني أبو الوليد إسماعيل بن أحمد [عرف بابن أفرند]، وكان هو وأبوه صالحين. قال لي أبو الوليد: مات أبي رحمة الله عليه، فحدثني بعض إخوانه ممن يوثق بحديثه، قال لي: زرت قبر أبيك فقرأت عليه حزبا من القرءان، ثم قلت له: يا فلان، هذا قد أهديته لك، فماذا لي؟ قال: فهبت علي نفحة مسك غشيتني، وأقامت معي ساعة، ثم انصرفت وهي معي، فما فارقتني إلا وقد مشيت نحو نصف الطريق».اهـ. عبد الحق الإشبيلي، العاقبة، 127.