س20: بين حكم مدح رسول الله عليه الصلاة والسلام.
جائز بالإجماع.
قال تعالى: {وإنك لعلى خلق عظيم} [القلم: 4]، قال تعالى: {وعزروه ونصروه} [الأعراف: 157]([1]) ومعنى عزروه أثنوا عليه ومدحوه وعظموه.
الحديث: إن بعض النساء مدحن النبي عليه الصلاة والسلام بقولهن أمامه: [الرجز] يا حبذا محمد من جار([2]). ابن ماجه، سنن ابن ماجه، (كتاب النكاح، باب الغناء والدف، 1/612). وثبت مدح أكثر من صحابي له كحسان بن ثابت، (مسلم، صحيح مسلم، كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم، باب فضائل حسان بن ثابت t، 4/1390)، والعباس t، (السيوطي، المقامة السندسية في النسبة المصطفوية)، وغيرهما، والرسول ﷺ لم ينكر ذلك؛ بل استحسنه.
[1])) هذه الآية فيها مدح للذين يمدحون الرسول ﷺ ويثنون عليه، يوقرونه ويعظمونه. الطبري، تفسير الطبري، 10/497.
[2])) عن أنس بن مالك t أن النبي ﷺ مر ببعض المدينة، فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن: [الرجز]
نحن جوار من بني النجار |
| يا حبذا ممحمد من جار |
فقال النبي ﷺ: «الله يعلم إني لأحبكن». ابن ماجه، سنن ابن ماجه، كتاب النكاح، باب الغناء والدف، 1/612.
قال الحافظ البوصيري في كتابه «زوائد ابن ماجه» (ص271): «إسناد أنس صحيح، ورجاله ثقات».اهـ.
* وثبت مدح الرسول ﷺ جماعة في حديثين صحيحين:
أحدهما: حديث رواه الإمام أحمد في المسند (3/152) من حديث أنس بن ملاك t أن الحبشة كانوا يزفنون (شبيه الرقص) في مسجد رسول الله ﷺ ويقولون بكلام لهم: محمد عبد صالح.
ثانيهما: رواه البزار في مسنده (13/268، 269) أن الحبشة كانوا يزفنون بين يدي رسول الله ﷺ ويقولون: أبا القاسم طيبا. صححه الحافظ ابن القطان في كتابه «إحكام النظر في أحكام النظر»، ص436، 437.
* وروى الحافظ السيوطي (المقامة السندسية في النسبة المصطفوية، ص2) أن العباس بن عبد المطلب t عم رسول الله ﷺ قال: قلت: يا رسول الله، إني امتدحتك بأبيات، فقال رسول الله: «هات، لا يفضض الله فاك»، قال: فأنشدتها، فذكر قصيدة أولها: [المنسرح]
من قبلها طبت في الظلال وفي |
| مستودع حين يخصف الورق |
وفي ءاخرها:
وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق |