س15: تكلم على التوسل بالأولياء:
يجوز التوسل بهم، ولا يعرف في ذلك مخالف من أهل الحق، سلفا وخلفا.
عمر توسل بالعباس 5 قائلا: «وإنا نتوسل إليك بعم نبينا ﷺ: البخاري صحيح البخاري، (كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا، 1/342)([1]).
[1])) ترك سيدنا عمر t للتوسل بالنبي ﷺ في ذلك الموضع ليس فيه دلالة على المنع، فقد ترك النبي ﷺ كثيرا من المباحات، فهل دل تركه على حرمتها! فقد ذكر العلماء في كتب الأصول أن ترك الشيء لا يدل على منعه. قال ابن حجر العسقلاني عقب هذه القصة: «يستفاد من هذه القصة استحباب الاستشفاع بأهل الخير والصلاح وأهل بيت النبوة».اهـ. ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، 4/119.
وقد أراد سيدنا عمر t بفعله ذلك أن يبين جواز التوسل بغير النبي ﷺ من أهل الصلاح ممن ترجى بركته.
* كذلك الشافعي توسل بأبي حنيفة 5 بعد وفاته، فقد كان الشافعي يأتي قبر أبي حنيفة متبركا داعيا الله بحاجة فلا يبعد الوقت حتى تقضى؛ ونص الشافعي: «إني لأتبرك بأبي حنيفة، وأجيء إلى قبره كل يوم [يعني زائرا]، فإذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين وأتيت إلى قبره وسألت الله الحاجة عنده، فما تبعد عني حتى تقضى».اهـ. الخطيب البغدادي، تاريخ مدينة السلام، 1/445. والخطيب البغدادي هو الذي قيل فيه: إن المؤلفين في كتب الحديث دراية عيال على كتبه، السيوطي، تدريب الراوي، 1/93، 94.