الإثنين ديسمبر 8, 2025

س12: ما حكم نداء نبي أو ولي ولو كان غائبا أو طلب شيء منه لم تجر به العادة؟

يجوز ذلك، لأن مجرد ذلك لا يعد عبادة لغير الله، وليس مجرد قول: «يا رسول الله» إشراكا بالله؛ وقد ثبت أن بلال بن الحارث الـمزني([1]) أتى قبر النبي ﷺ عام الرمادة، أيام عمر t، قال: «يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا». البيهقي، دلائل النبوة، وغيره([2])، فلم ينكر عليه عمر t ولا غيره؛ بل استحسنوا فعله.

قال تعالى: {ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللـه واستغفر لهم الرسول لوجدوا اللـه توابا رحيم} [النساء: 64]([3]).

وثبت أن ابن عمر 5 قال: «يا محمد»([4]) عندما خدرت رجله. البخاري([5])، الأدب المفرد، (باب ما يقول الرجل إذا خدرت رجله، 1/536).

[1])) بلال بن الحارث صحابي، وهو ثقة، ولو كان ذلك الفعل غير جائز لأنكره عمر t وغيره من الصحابة، لكنهم استحسنوا فعله.

[2])) رواه البيهقي في دلائل النبوة، ص47، بإسناد صحيح، وابن أبي شيبة في المصنف، 11/117، وابن كثير في «البداية والنهاية»، 7/91، 92، وصرح بصحة سنده، وكذا الحافظ ابن حجر العسقلاني في «فتح الباري» 4/115.

[3])) ليس في هذه الآية تخصيص بأن يكون ذلك في حال حياته.

[4])) قوله: «يا محمد» معناه يا محمد، توجه لي إلى الله في شفائي من شلل رجلي، هذا استغاثة.

[5])) ونقله أيضا:

  1. النووي في «الأذكار»، ص260.
  2. ابن السني في «عمل اليوم والليلة»، ص72.
  3. المزي في «تهذيب الكمال»، 17/143.
  4. ابن تيمية في «الكلم الطيب» ص173. (وهو زعيمهم في تحريم التوسل والتبرك).
  5. ابن الجعد في مسنده، ص369.

* ءادم توسل بالنبي ﷺ مع أنه لم يكن قد خلق. الحاكم، المستدرك، (كتاب تواريخ المتقدمين من الأنبياء والمرسلين، 2/672).

* من جملة الدليل على جواز طلب ما لم تجز به العادة بين الناس: ما رواه مسلم في صحيحه (كتاب الصلاة، باب فضل السجود والحث عليه، 1/253) من أن ربيعة بن كعب الأسلمي t خدم رسول الله ﷺ، فقال له رسول الله ﷺ من باب حب المكافأة: «سلني»، فطلب من رسول الله ﷺ أن يكون رفيقه في الجنة، قال له: «أسألك مرافقتك في الجنة»، فلم ينكر عليه رسول الله ﷺ، بل قال له من باب التواضع: «أو غير ذلك؟»، فقال الصحابي: «هو ذاك»، فقال النبي ﷺ له: «فأعني على نفسك بكثرة السجود».

وكذلك سيدنا موسى u حين طلبت منه عجوز من بني إسرائيل أن تكون معه في الجنة، لم ينكر عليها ذلك، روى ذلك عنه ابن حبان في صحيحه، (كتاب الرقائق، ذكر الخبر الدال على أن على المرء أن لا يتعاض عن أسباب الآخرة […]، 2/67، 68).

فمن أين لابن تيمية واتباعه أن يبنوا قاعدة باطلة فاسدة، قولهم: طلب ما لم تجر به العادة من غير الله شرك؟!