س7: ما معنى قوله تعالى: {وهو معكم أين ما كنتم} [الحديد: 4]([1])؟
معناه: الإحاطة بالعلم، قاله الثوري([2]) وأحمد([3]).
قال تعالى: {وأن الله قد أحاط بكل شيء علما} [الطلاق: 12].
الحديث: «اربعوا([4]) على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنما تدعون سميعا قريبا»([5]) الحديث: البخاري، صحيح البخاري، (كتاب القدر، باب: لا حول ولا قوة إلا بالله، 6/2437)، معناه: لا يخفى على الله شيء.
[1])) هناك آيات محكمات وآيات متشابهات، المحكمة معناها واضح جلي، كقوله تعالى: {فاعلم أنه لا إلـٰه إلا الله} [محمد:19]. والله تعالى قال عن المحكم: {هن أم الكتاب} [ءال عمران: 7]، أي: الأصل الذي يرجع إليه. النسفي، تفسير النسفي، 1/237. والمتشابه يحتمل أكثر من معنى، فلا يجوز حمل الآيات المتشابهة على معنى مخالف للآيات المحكمة.
[2])) أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط، 10/101.
[3])) اللالكائي، شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، ص331.
[4])) اربعوا أي هونوا عليكم، لا تجهدوا أنفسكم.
[5])) تابع الحديث: «أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». أحمد، مسند أحمد، (4/402)، معناه: أعلم بكم.
* تحذير: الرسول ﷺ لا يعلم كل الغيب، الله تعالى أطلعه على بعض الغيب، لكن ليس كل الغيب.
قال الله تعالى: {قل لا يعلم من في السمـٰوات والأرض الغيب إلا الله} [النمل: 65] وقال أيضا: {قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم} [الأحقاف: 9] وقال أيضا: {ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم} [التوبة: 101]، وفي صحيح البخاري (كتاب التفسير، باب {وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شيء شهيد} [المائدة: 117]، 4/1691) أنه يؤخذ ببعض أصحابه ذات الشمال يوم القيامة فيقول عليه الصلاة والسلام: «أصحابي»، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.
* التحذير من اعتقاد وقع بعض الناس فيه، وهو قولهم: إن النبي ﷺ صلى على عبد الله بن أبي المنافق، وهو يعلم نفاقه وكفره، والحق أن النبي ﷺ اعتقد أنه أسلم، وحكم على الظاهر، لأنه لا يعلم الغيب ولا ما في القلوب، فهو لا يعلم إلا ما علمه الله.