س6: تكلم على وجود الله.
الله موجود لا شك([1]) في وجوده، موجود بلا كيف([2]) ولا مكان ولا جهة لا يشبه شيئا من خلقه، ولا يشبهه شيء من خلقه([3]).
قال تعالى: {أفي الله شك} [إبراهيم: 10].
الحديث: «كان الله ولم يكن شيء غيره»([4]). البخاري، صحيح البخاري، (كتاب بدء الخلق، باب: ما جاء في قول الله تعالى: {وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه} [الروم: 27]، 3/789).
[1])) أي: لا ريب، وهذا العالم دليل على وجود الله. والعالم يشمل السماوات والأرض، وما جعل في الأرض كالأنهار والبحار، وهذه الأشياء تدل على عظيم قدرة الله، لأنها لا تصح أن توجد من غير خالق؛ بل لا بد لها من خالق أوجدها بعد عدمها، وهو الله تبارك وتعالى.
[2])) كما قال سيدنا علي t: «إن الذي أين الأين لا يقال له أين وإن الذي كيف الكيف لا يقال له كيف».اهـ. الأسفراييني، التبصير في الدين، ص162.
* وقال الإمام علي كرم الله وجهه: «كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كان».اهـ. أبو منصور التميمي، الفرق بين الفرق، ص287.
* قال الإمام زين العابدين t: «أنت الله الذي لا يحوك مكان».اهـ. مرتضى الزبيدي، إتحاف السادة المتقين، 4/380.
* قال الإمام أحمد الرفاعي t: «غاية المعرفة بالله الإيقان بوجوده تعالى بلا كيف ولا مكان».اهـ. أحمد الرفاعي، حكم الإمام الرفاعي، ص8.
[3])) كما قال الإمام أبو حنيفة t: «لا يوصف الله تعالى بصفات المخلوقين».اهـ. أبو حنيفة، الفقه الأبسط، ص56.
[4])) معناه: الله تعالى أزلي لا بداية له، لأنه لو لم يكن قديما لكان محدثا، ولو كان محدثا لكان محتاجا، والمحتاج لا يكون إلها.
* أهل الحق يرون الاستدلال على وجود الله تعالى بدليل عقلي، ولو كان إجماليا، واجبا، وهذا الدليل الإجمال حاصل لكل مؤمن، ولو لم يعرف ترتيب هذا الدليل، كأن يقال: العالم متغير، وكل متغير حادث، فالعالم حادث، فلا بد له من محدث، وهذا المحدث هذا الموجد هو الذي يسمى الله، فإن من نظر بعقله نظرا صحيحا يدله على ذلك. والقرءان أرشد إلى الاستدلال العقلي بعدة آيات، كقوله تعالى: {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} [الذاريات: 21]، أي: أن في أنفسكم دليلا على وجود الله. وذكر لذلك بعض علماء العقيدة مثالا، وهو أن يقال: أنا كنت بعد أن لم أكن، وما كان بعد أن لم يكن فلا بد له من مكون، فأنا لا بد لي من مكون. ويستنتج من هذا القول أن ذلك المكون لا يكون شبيها لي ولا لشيء ما من الحادثات التي هي مشاركة في الحدوث، وهذا الـمكون هو الـمسمى الله.