الإثنين ديسمبر 8, 2025

س4: لماذا أرسل الله الرسل؟

أرسل الله الرسل عليهم السلام ليعلموا الناس مصالح دينهم ودنياهم، ولدعوة الناس إلى عبادة الله وأن لا يشركوا به شيئا([1]).

قال تعالى: {فبعث اللـه النبيين مبشرين ومنذرين} [البقرة: 213]([2]).

الحديث: «أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله»([3]) مالك، (موطأ مالك كتاب القرءان، باب: ما جاء في الدعاء، 1/215، 216).

[1])) بعث الله الأنبياء، تعالى عليهم السلام رحمة للعباد، إذ ليس في العقل ما يستغنى به عنهم، لأن العقل لا يستقل بمعرفة الأشياء المنجية في الآخرة ففي بعثة الأنبياء مصلحة ضرورية لحاجتهم لذلك، فالله متفضل بها على عباده، فهي سفارة بين الحق تعالى وبين الخلق. والسبيل إلى معرفة النبي المعجزة، فما من نبي إلا وكانت له معجزة، ومعنى المعجزة العلامة الشاهدة التي تشهد أن هذا الإنسان الذي يقول عن نفسه إنه نبي: أنه نبي الله، وأنه صادق. وهي أمر خارق للعادة يأتي على وفق دعوى من ادعوا النبوة، سالم من المعارضة بالمثل صالحة للتحدي، لأنه لو كان كاذبا في قوله: إن الله أرسله، لم يأت بهذا الأمر العجيب الخارق للعادة الذي لم يستطع أحد من الناس أن يعارضه بمثل ما أتى به، فثبتت الحجة عليهم، ولا يسعهم إلا الإذعان والتصديق، لأن العقل يوجب تصديق من أتى بمثل هذا الأمر الذي لا يستطاع معارضته بالمثل من قبل المعارضين، فمن لم يذعن وعاند يعد مهدرا لقيمة البرهان العقلي. قال تعالى: {لقد أرسلنا رسلنا بالبينات} [الحديد: 25]. بالحجج والمعجزات. أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط، 8/225.

[2])) كل الأنبياء على الإسلام. النسفي، تفسير النسفي، 1/177. وهذا فيه بيان أن الأنبياء والرسل مأمورون بالتبليغ، فالنبي مأمور بالتبليغ، كما أن الرسول مأمور بالتبليغ، وهذه الآية تدل على هذا المعنى، وبدليل حديث النبيﷺ: «كان كل نبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى كل أحمر وأسود». مسلم، صحيح مسلم، (كتاب المساجد والصلاة، 1/ 370)، وليس المعنى أنه إذا استطاع أن يأمر غير قومه لا يأمرهم. وليس كل نبي رسولا، ولكن كل رسول نبي.

* النبي: هو من أوحي إليه باتباع شرع من قبله من الرسل وأن يبلغ ذلك، ولا يصح قولهم: النبي من أوحي إليه بشرع وإن لم يؤمر بتبليغه. الرسول: أوحي إليه بنسخ بعض شرع من كان قبله من الرسل وأن يبلغ ذلك.

[3])) دين جميع الأنبياء هو الإسلام، الحديث: «الأنبياء إخوة لعلات، أمهاتهم شتى ودينهم واحد». البخاري، صحيح البخاري، (كتاب أحاديث الأنبياء، باب {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها} [مريم: 16]، 3/1270). الإخوة لعلات من كان أبوهم واحدا وأمهاتهم مختلفة، وهنا في الحديث تشبيه الأنبياء بالإخوة لعلات، فقد بين ﷺ أن دينهم واحد وشرائعهم اختلفت.

* بعض الناس قالوا والعياذ بالله عن سيدنا ءادم: إنه ليس نبيا. والجواب: قوله تعالى: {إن اللـه اصطفىٰ آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} [آل عمران: 33] فاصطفاء ءادم في الآية هو من جنس اصطفاء نوح وءال إبراهيم وءال عمران، وإلا فكيف يسوغ استثناء ءادم من الاصطفاء بالنبوة والرسالة، كما هو حال من ذكروا في السياق عينه!