الإثنين ديسمبر 8, 2025

كيف يؤخذ علم الدين

علم الدين الضروري لا يؤخذ بالمطالعة من الكتب، لأنه قد يكون في هذه الكتب التي يطالعها الشخص دس وافتراء على الدين، أو قد يفهم منها أشياء على خلاف ما هي عليه عند السلف والخلف، على ما تناقلوه جيلا عن جيل من الأمة، فيؤدي عبادة فاسدة، أو يقع في تشبيه الله بخلقه والتمثيل والكفر والضلال.

وعلى كل، فليس ذلك سبيل التعلم الذي نهجه السلف والخلف، فلا يؤخذ العلم إلا من أفواه العلماء. إذا لا بد من تعلم أمور الدين من عارف ثقة أخذ عن ثقة، وهكذا إلى الصحابة ، فالذي يأخذ الحديث من الكتب يسمى صحفيا، والذي يأخذ القرءان من المصحف يسمى مصحفيا، ولا يسمى قارئا، فالعلم قبل القول والعمل؛ وقال رسول الله ﷺ: «من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، إنما العلم بالتعلم»([1]). الإسناد من الدين، والرواية لا تكون إلا عن الثقات، لذا قال التابعي محمد بن سيرين رحمه الله: «إن هذا العلم دين، فانظروا عمن تأخذون دينكم»([2]) اهـ.

قال الحافظ اللغوي محمد مرتضى الزبيدي: «(واستماع العلم النافع) في دينه ودنياه و(في الآخرة أفضل من اشتغاله بالنوافل) من الصلوات([3]).

فقد روى أبو ذر جندب بن جنادة t عن النبي ﷺ: «يا أبا ذر، لأن تغدو فتعلم آية من كتاب الله خير لك من أن تصلي مائة ركعة، ولأن تغدو فتعلم بابا من العلم عمل به أو لم يعمل خير من أن تصلي ألف ركعة»([4]). أي من النوافل.

[1])) البخاري، صحيح البخاري (كتاب العلم، باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، 1/ 39) (من دون لفظ «والفقه بالتفقه»). وبهذا اللفظ: «يا أيها الناس، إنما العلم بالتعليم والفقه بالتفقه، ومن يرد الله به خيرا يفقهه في الدين» في الطبراني، المعجم الكبير، (19/395).

[2])) مسلم، صحيح مسلم (المقدمة، باب بيان أن الإسناد من الدين […]، 1/12).

[3])) محمد مرتضى الزبيدي، إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين، 3/277.

[4])) ابن ماجه، سنن ابن ماجه، (كتاب الإيمان وفضائل الصحابة والعلم، باب من تعلم القرءان وعلمه، 1/79).