الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله الأمين، وعلى ءاله وأزواجه وأصحابه وأتباعه إلى يوم الدين.
لقد اعتنى أنبياء الله تعالى، صلوات الله عليهم، أول ما اعتنوا بنشر العقيدة الإسلامية في ما بين الناس، ولم يتوانوا في تبليغ الوحي، وتحقيق الأمانة، وتأدية الرسالة، فجزاهم الله عنا خير الجزاء، علمونا كيف نعمل في دنيانا الفانية، وكيف نزرع لآخرتنا الباقية.
العقيدة الإسلامية هي واسطة العقد في دين الإسلام، ومنشأ كل سعادة، وعنوان كل خير، وأساس الأعمال الصالحة كلها. وتعليم هذه العقيدة الإسلامية عمل كل الدعاة إلى الله بحق، وفخرهم وعزهم، للصغار والكبار، للذكور والإناث، للأميين والمتعلمين، للمغمورين والمشاهير، للأبيض والأسود والأحمر والأصفر، وللقريب والبعيد، بكل الوسائل المتاحة، والطرائق الحديثة، عبر التعليم في المساجد والمصليات والخلايا والمراكز، والمدارس والثانويات والمعاهد والمهنيات والجامعات، والمؤتمرات والندوات واللقاءات والمحاضرات، ومن خلال التلفازات والإذاعات والصحف والمجلات والمنشورات والكتب والكتيبات، وبالتقنيات الحديثة السريعة بالإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي ووسائط التعليم من بعد (شرط وأفلام مصورة وأقراص)…
لقد أجيز كتاب «عقيدة المسلمين» من كلية أصول الدين في جامعة الأزهر الشريف، وهو كتاب مختر مكثف نافع بأسئلته الإحدى والخمسين في ما يتعلق بالذي يجب على الإنسان اعتقاده في حق الله والأنبياء والعبادات والغيبيات، وبالرد على بعض الشبه التي يثيرها بعض المشككين باسم الإسلام؛ جهلا وفتنة. ولعموم نفع الكتاب عمدنا إلى شرحه شرحا لطيفا مفيدا لطلب العلم، وعونا للأساتذة والمدرسين وناشري العلم، بمادة مضبوطة محققة مدعومة بالأدلة الـمرشدة.
يجيب هذا الكتاب «شرح كتاب عقيدة المسلمين» على أهم الأسئلة التي تثار حول العقيدة الإسلامية، مع شفعها بالـمصورات من كتب أهل الضلال المذبذبين التائهين عن جادة الصواب (مع وضع عبارة: هذا الكتاب فيه ضلالات)، ومن كتب أهل الحق في التراث الإسلامي؛ توضيحا وتنويرا. والمصورات (الوثائق) في آخر الكتاب، تصل إليها من خلال (مصور رقم كذا) وأصل المتن في الأعلى، والحواشي في الأسفل تحت الخط، وقياس الخط واحد.
اللهم اجعله خالصا لوجهك الكريم، واجعله نفعا عميما بفضلك يا أرحم الراحمين، يا أكرم الأكرمين.
والحمد لله على نعمة الإسلام، وكفى بها نعمة، والحمد لله أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه.