(و)قدم على رسول الله ﷺ (من وفود) نواحي (اليمن) عدة كلها معروفون بالنسبة (اليمانـ)ـية أي كلهم من اليمن، فمنهم (وفد) بني (تجيب) بضم التاء وكسر الجيم بطن من كندة، وفدوا على رسول الله ﷺ سنة تسع وهم ثلاثة عشر رجلا وساقوا معهم صدقات أموالهم التي فرض الله عليهم، فسر رسول الله ﷺ بهم وقال: «مرحبا بكم» وأكرم ﷺ منزلهم وحباهم وأمر بلالا أن يحسن ضيافتهم وجوائزهم وأعطاهم أكثر مما كان يجيز به الوفد، وقال لهم: «هل بقي منكم أحد؟» قالوا: غلام خلفناه على رحالنا وهو أحدثنا سنا، قال: «أرسلوه إلينا»، فأقبل الغلام إلى رسول الله ﷺ فقال: إني امرؤ من بني أبناء الرهط الذين أتوك ءانفا فقضيت حوائجهم فاقض حاجتي، فقال ﷺ: «وما حاجتك؟» قال: تسأل الله أن يغفر لي ويرحمني ويجعل غناي في قلبي، فقال ﷺ: «اللٰهم اغفر له وارحمه واجعل غناه في قلبه»، ثم أمر له ﷺ بمثل ما أمر به لرجل من أصحابه، فانطلقوا راجعين إلى أهليهم.
ثم عادوا فوافوا رسول الله ﷺ في موسم الحج بمنى وهم ستة عشر فسألهم النبي ﷺ عن الغلام فقالوا: ما رأينا مثله أقنع منه بما رزقه الله، فاستجيبت فيه دعوة النبي ﷺ.