فقال الشَّيخُ: معناها التّسليمُ المطلَق لله مِن دون أن يخالجَ خاطِرَ العبد انزعاجٌ مِن التّقدير، أمّا المقدَّر بطبيعةِ الإنسان يَنزعج مِن بعضِ المقدَّرات، المرضُ أليسَ منَ المقَدَّر، بلَى، وكذلكَ أذَى النّاس منَ المقَدَّر فالعبدُ ينزَعج. رَكَزَ في طَبيعةِ الإنسان أنْ ينزعجَ منَ الآلام ومِن الأذى الذي يحصل للإنسان مِن قِبَلِ غَيرِه. هذهِ العادةُ جَبَلَنَا الله تعالى عليها، موسى عليه السَّلامُ أليسَ أَوْجَسَ في نَفسِه خِيْفَةً.
فقال الشَّيخُ: أكثرُ الفقهاءِ الشّافعيّة على أنه يصِحّ النّطقُ بالشّهادتَين بغَير اللّغةِ العَربية قالوا حتّى لو كانَ يَعرف العربيّة، هذا الشّىء تُفيدُه كلمةُ “أشهَدُ” لأنّ معنى “أشهَدُ” أعتَرِفُ.
فقال الشَّيخُ: إنْ كانَ يَظُنُّ أنّ هذا الشّخصَ يَعرف معنى الشّهادتَينِ يقُول لهُ: “انطِق بالشّهادتَين فورًا، وإنْ كانَ يظُنُّ أنّهُ لا يَعرف أنّه لا إلهَ إلّا الله وأنّ محمَّدًا رسولُ الله وصادِقٌ بكُلّ مَا أخبَر به يُعلِّمُه ثم يقولُ له: انطِقْ بالشّهادتَين.
([1]) الجوهرة النَّيِّرةُ على مُختصَر القُدُوريّ للزَّبيدِي الحَدّاد (2/231).