الأحد ديسمبر 7, 2025

213- بَابُ مَنْ بَنَى

  • حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ سَلَّامِ([1]) بْنِ شُرَحْبِيلَ، عَنْ حَبَّةَ بْنِ خَالِدٍ، وَسَوَاءَ بْنِ خَالِدٍ، أَنَّهُمَا أَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُعَالِجُ حَائِطًا أَوْ بِنَاءً لَهُ، فَأَعَانَاهُ([2]).
  • حَدَّثَنَا ءادَمُ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى خَبَّابٍ نَعُودُهُ، وَقَدِ اكْتَوَى سَبْعَ كَيَّاتٍ، فَقَالَ: إِنَّ أَصْحَابَنَا الَّذِينَ سَلَفُوا مَضَوْا وَلَمْ تُنْقِصْهُمُ الدُّنْيَا([3])، وَإِنَّا أَصَبْنَا مَا لَا نَجِدُ لَهُ مَوْضِعًا إِلَّا التُّرَابَ([4])، وَلَوْلَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَانَا أَنْ نَدْعُوَ بِالْمَوْتِ لَدَعَوْتُ بِهِ.
  • ([5])ثُمَّ أَتَيْنَاهُ مَرَّةً أُخْرَى، وَهُوَ يَبْنِي حَائِطًا لَهُ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ يُؤْجَرُ فِي كُلِّ شَيْءٍ يُنْفِقُهُ إِلَّا فِي شَيْءٍ يَجْعَلُهُ فِي هَذَا([6]) التُّرَابِ»([7])([8]).
  • حَدَّثَنَا عُمَرُ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، حَدَّثَنَا أَبُو السَّفَرِ([9])، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَا أُصْلِحُ خُصًّا لَنَا، فَقَالَ([10]): «مَا هَذَا؟» قُلْتُ([11]): أُصْلِحُ خُصًّا([12]) يَا رَسُولَ

 

اللَّهِ، قَالَ([13]): «الْأَمْرُ أَسْرَعُ([14]) مِنْ ذَلِكَ»([15]).

([1]) قال المزي في تهذيبه: روى له البخاري في «الأدب»، وابن ماجه حديثًا واحدًا. اهـ قلت: وكذلك حبة وأخوه سواء. اهـ.

([2]) أخرجه المصنف في تاريخه كإسناده هنا، وأخرجه ابن سعد في الطبقات وأبو نعيم في المعرفة وأحمد وابن ماجه وابن حبان وهناد في الزهد وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني والطبراني في الكبير والبيهقي في الآداب من طرق عن الأعمش به نحوه، قال الحافظ في الأمالي المطلقة: هذا حديث صحيح، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: وإسناد حديثهما (أي حبة وسواء ابني خالد) صحيح رجاله ثقات. اهـ.

([3]) قال في فتح الباري: أي لم تنقص أجورهم بمعنى أنهم لم يتعجلوها في الدنيا بل بقيت موفرة لهم في الآخرة وكأنه عنى بأصحابه بعض الصحابة ممن مات في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فأما من عاش بعده فإنهم اتسعت لهم الفتوح ويحتمل أن يكون عنى جميع من مات قبله وأن من اتسعت له الدنيا لم تؤثر فيه إما لكثرة إخراجهم المال في وجوه البر وكان من يحتاج إليه إذ ذاك كثيرًا فكانت تقع لهم الموقع ثم لما اتسع الحال جدًّا وشمل العدل في زمن الخلفاء الراشدين استغنى الناس بحيث صار الغنى لا يجد محتاجًا يضع بره فيه. اهـ.

([4]) قال في الفتح: أي الإنفاق في البنيان. اهـ.

([5]) لا داعي لهذا الترقيم المستقل، فهو تمام الحديث السابق كما رواه المصنف في صحيحه، لولا أنه ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي الذي انتشر في طبعات الأدب المفرد.

([6]) كذا في (أ، ب، د، و، ح، ط) وهو موافق لصحيح المصنف بالإسناد نفسه. وأما في البقية: في التراب. اهـ كما في شرح الحجوجي. اهـ.

([7]) قال في الفتح: أي الذي يوضع في البنيان وهو محمول على ما اد على الحاجة. اهـ.

([8]) أخرجه المصنف في صحيحه بتمامه في سياق واحد بسنده ومتنه، وهو كذلك بتمامه عند الطبراني في الكبير من طريق زيد بن أبي أنيسة عن إسماعيل به نحوه.

([9]) سعيد بن أحمد الهمداني، بفتح السين وفتح الفاء وبالراء.

([10]) وأما في (د، ح، ط) زيادة: لي. اهـ والمثبت من (أ)، وبقية النسخ، وهو موافق لمصادر التخريج الآتية الذكر، وأما في (ل): قال. اهـ.

([11]) كذا في (أ، د): فقلت. اهـ وأما في بقية النسخ: قلت. اهـ.

([12]) كذا في (أ، ح، ط): قال، وأما في البقية: فقال. اهـ.

([13]) كذا في (أ، د، ح، ط) خُصّا. اهـ وأما في بقية النسخ: خُصَّنَا. اهـ وفي شرح الحجوجي عازيًا للمصنف هنا: قلت أصلح خصًّا لنا. اهـ وعند أحمد: حُصًّا لَنَا، وعند أبي داوود وابن ماجه وابن حبان: خُصٌّ لنا. اهـ قال في النهاية: الْخُصُّ: بَيْت يُعْمَل مِنَ الْخَشَبِ والقَصَب، سُمِّيَ بِهِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْخِصَاصِ وَهِيَ الفُرَج والأنْقاب. اهـ.

([14]) قال الطيبي في شرح المشكاة: أي كوننا في الدنيا كعابر سبيل، أو راكب مستظل تحت شجرة أسرع مما أنت فيه من اشتغالك بالبناء.

([15]) أخرجه يعقوب في المعرفة بإسناد المصنف هنا، وأخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وابن أبي الدنيا في قصر الأمل من طرق عن الأعمش به نحوه، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح، وقال النووي في رياضه: رواه أبو داود والترمذي بإسناد البخاري ومسلم. اهـ.