أخرجه ابنُ السُّنِّي مِن طَرِيقِ سَعد بنِ الصَّلتِ عن عَطاءِ بنِ عَجْلانَ، وَعَطاءٌ كَذَّبوه، وقد وقَع لي مِن وَجهٍ ءاخَرَ بسَندٍ حسَنٍ إلى أُمِّ سلَمةَ.
[1])) قال شيخنا رحمه الله: «هذا الحديثُ مَن فسَّرهُ على الظّاهرِ فقد جعَل اللهَ كالبشَر، إنّما معناه: اللهُ يُقلِّبُ قُلوبُ العبادِ كَيفَ يَشاءُ ليس معناه له أصابعُ، «يُقَلِّبُها كَيْفَ يَشاءُ»، معناه: سَهلٌ على الله تعالى تَقلِيبُ قُلوبِ البشَرِ بِقُدرَتِه، ليس معناه: أنّ اللهَ له شكلُ أصابعَ كالأصابعِ الّتي نَحنُ نَعهدُها مِن أنفُسِنا والّتي هي جسَدٌ، الجسَدُ مُستحِيلٌ على اللهِ، اللهُ تعالى ليس جسَدًا أُسلوبٌ مِن أساليبِ البَلاغةِ في اللُّغةِ العرَبية: اللهُ تعالى أوحَى إلى نَبِيّه r أنْ يُعَبِّرَ بهذِه العبارة. فمعنَآ: «بَيْنَ إِصْبَعَيْنِ مِنْ أَصابِعِ الرَّحْمـٰـنِ» تحتَ تصَرُّفِ اللهِ، «إنْ شَاءَ أَقامَهُ»، أي: إنْ شاءَ اللهُ أقامَهُ وجعَلَه على الصَّوابِ، «وإِنْ شاءَ أَزاغَهُ»، أي: إنْ شاءَ اللهُ تعالى أزاغَهُ، أي: يُحَرِّكُه إلى الباطِل والضَّلالِ. وفي الحديثِ: «اللَّهُمَّ مُصَرِّفَ القُلُوبِ صَرِّفْ قُلُوبَنا عَلَى طَاعَتِكَ» رواه مُسلِم والنَّسائيّ، وفي لفظٍ: «صَرِّفْ قُلُوبَنا إِلَى طاعَتِكَ» والمعنى واحدٌ، معنَى: «علَى» و«إلَى» هنا واحدٌ، وفي هذا الحديث أبلغُ دليلٍ على أنّ اللهَ تعالى هو خالِقُ أفعالِ العِبادِ الحرَكاتِ والسَّكَناتِ وغَيرها لأنّه إذَا كان هو مُصرّفَ القُلوبِ، أي: مُقلِّبَ القُلوبِ فهو بَطرِيقِ الأَولَى مُقلِّبُ الجوارِح اليَدِ والرِّجلِ والعَينِ واللِّسانِ».
الإشعارات