فالماء أصل لغيره وهو خُلِقَ من غير أصل، فبداية العالم من غير مادة، ولا يحيل العقل وجود أصل العالم من العدم من غير مادة، فـ«كان» الأُوْلى في الحديث للأزلية، أما «كان» الثانية في قوله: «وكان عرشه على الماء» فهي للحدوث.
فمن هنا يُعلم فساد قول من يقول: إن نور محمد خلق قبل كل شيء، فالذي يعتقد أن الله خلق نور محمد قبل كل الأشياء لا يكفر لكنه يُغلَّط، لمخالفته ثلاثة أحاديث ثابتة، هذا إن كان لا يعلم مخالفته للأحاديث الثلاثة، أما إن علم ومع ذلك خالفها فإنه يكفر لأنه بذلك يرد نصوص الشريعة وردّ النصوص كفر. والذي يعتقد أن روح محمد خلق من نور لا يكفر، لكن من يعتقد أن جسد محمد خلق من نور فهو كافر لتكذيبه القرآن قال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ} [الكهف: 110].