قال خالد الجندي في كتابه المسمّى «فتاوى معاصرة» (ص18): «ما من ذنب أعظم عند الله بعد الشرك به من نطفة يضعها الرجل في فرج لا يحل له».
الرَّدُّ: هذا خلط عجيب واضح يدل على جهله بمراتب الذنوب، فأعظم ذنب على الإطلاق هو الشرك بالله، الكفر بالله هو الذنب الذي لا يغفره الله لمن مات عليه وهو الذنب الذي يخلد المرء بسببه في النار قال الله تعالى: {إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء} [سورة النساء: 48]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ} [سورة محمد: 34]. ثم بعد الشرك بالله أكبر الذنوب أن يقتل الشخص مسلمًا ظلمًا بغير حق أو أن يقتل نفسه بدليل قول الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لما سئل أي الذنب أعظم ؟ قال: «أن تجعل لله ندا وهو خلقك» قال: ثم أي؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يُطعم معك». قال: ثم أي؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك» وهو صحيح رواه البخاري. فهذا كلام رسول الله واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دمًا حرامًا» رواه البخاري.
والله تعالى يقول: {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} [سورة الفرقان: 68- 69]. فانظر أوَّلًا ذكر الله الشرك بالله ثم قتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ثم الزنا، والرسول قال: «لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا» رواه النسائي وابن ماجه.