قال خالد الجندي في شريط مسمّى «الفائدة المرجوة من القرءان»: «وبيدّعوا إنو هناك ما يسمّى بالعلاج القرءاني. العلاج بالقرءان يعني ءاية؟ ما فيش حاجة اسمها العلاج بالقرءان يقول القرءان ما أنزل حتى تعملوا أحجبة وتعاويذ. القرءان ما نزلش عشان يسرع الولادة للست الحامل».
الرَّدُّ: الظاهر أنَّ المدعو الداعية ينكر العلاج بالقرءان وتعليق الحروز التي ليس فيها إلا القرءان أو ذكر الله وإليك الأدلة على بطلان ما يقول. فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جدّه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا كلمات نقولهن عند النوم من الفزع، وفي رواية إسماعيل: إذا فزع أحدكم فليقل أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، وكان عبد الله بن عمرو يعلمها من بلغ من بنيه أن يقولها عند نومه، ومن لم يبلغ كتبها ثم علقها في عنقه، قال الحافظ: هذا حديث حسن أخرجه الترمذي عن علي بن حجر عن إسماعيل بن عباس، وأخرجه النسائي عن عمرو بن علي الفلاس، عن يزيد بن هارون. فبالله من نصدق خالد الجندي أو عبد الله بن عمرو بن العاص الذي تعلم من الرسول بلا شك نصدق عبد الله بن عمرو، ثم في كتاب مسائل الإمام أحمد لأبي داود السجستاني ما نصّه: أخبرنا أبو بكر قال: حدَّثنا أبو داود قال: «رأيت على ابن لأحمد وهو صغير تميمة في رقبته من أدهم»، أي: حرزًا ولا يعني التميمة التي هي خرزات التي ثبت النهي عنها بقوله صلى الله عليه وسلم: «إنّ الرقى والتمائم والتولة شرك»، فلا تغفل أيها الناظر. وتلك التمائم التي نهى الرسول عنها لأنها كانت في الجاهلية يعلقونها على أعناقهم يعتقدون أنها بطبعها تحفظ من العين ونحوها من دون اعتقاد أنها تنفع بإذن الله ولهذا الاعتقاد سماها الرسول شركًا.
ومما يدلّ على ما قدمنا الحديث الصحيح الذي رواه ابن حبان وهو: «نهى عن الرُّقَى والتّمائم إلا بالمعوّذات» فماذا تقول يا خالد الجندي في هذا الحديث وماذا تقول يا خالد في الإمام أحمد المشهود له بالاجتهاد المطلق والورع والتقوى والعلم أنترك الإمام أحمد وكلامه أم نتركك وكلامك.
ثم اقرأ أيضًا قال: أخبرنا أبو بكر قال: حدَّثنا أبو داود سمعت أحمد سئل عن الرجل يكتب القرءان في شيء ثم يغسله ويشربه قال: «أرجو أن لا يكون به بأس». فكيف تقول يا خالد مافيش حاجة اسمها العلاج بالقرءان.
ثم في كتاب «معرفة العلل وأحكام الرجال» (ص278 – 279) عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدَّثني أبي قال: حدَّثنا يحيى بن زكريا ابن أبي زائدة قال أخبرني إسماعيل بن أبي خالد عن فراس عن الشعبي قال: «لا بأس بالتعويذ من القرءان يُعلّق على الإنسان». فماذا تقول في كلام إمام مجتهد معتبر من أكابر علماء أهل السُّنَّة والجماعة. وقال عبد الله بن أحمد في كتاب مسائل الإمام أحمد لابنه عبد الله (ص447): رأيت أبي يكتب التعاويذ للذي يُصرع وللحمّى ولأهله وقراباته. ويكتب للمرأة إذا عسر عليها الولادة في جام أو شيء نظيف».
وفي «مصنف ابن أبي شيبة» ما نصّه: قال حدَّثنا أبو بكر قال: حدَّثنا علي بن مسهر، عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: إذا عسُر على المرأة ولدها فيكتب هاتين الآيتين والكلمات في صحيفة ثم تُغسل، فتُسقى منها بسم الله لا إلـٰه إلا هو الحليم الكريم. سبحان الله رب السمـٰوات السبع ورب العرش العظيم {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [سورة النازعات: 46]، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ بَلاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ}[سورة الأحقاف: 35]، هذا نص ظاهر من سيدنا ابن عباس رضي الله عنهما حبر الأمة إلا إذا كنت على زعمك أفقه وأفهم من ابن عباس. أو تقول بزعمك هم رجال ونحن رجال. ولكن ستندم على كل مسألة ضللت فيها وما أكثرها ولم تتب إلى الله، هداك الله للإسلام.
وفي كتاب الآداب الشرعية لشمس الدين بن مفلح الحنبلي ما نصّه: قال المروزي: كتب إليّ أبو عبد الله من الحمى: بسم الله الرحمـٰن الرحيم بسم الله وبالله ومحمد رسول الله {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ} [سورة الأنبياء: 69] اللَّهُمَّ ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل اشف صاحب هذا الكتاب بحولك وقوتك وجبروتك إلـٰه الحقّ ءامين، فهل لخالد الجندي كلام بعد كلام هؤلاء الأعلام.
ويرد عليه أيضًا بالحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عن أبي سعيدٍ الخدري «أن ناسًا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتوا على حي من أحياء العرب فلم يَقروهم، فبينما هم كذلك إذ لدغ سيد أولئك، فقالوا: هل معكم من دواء أو راق؟ فقالوا: إنكم لم تقرونا ولا نفعل حتى تجعلوا لنا جعلا. فجعلوا لهم قطيعًا من الشاء. فجعل يقرأ بأم القرءان ويجمع بزاقه ويتفل، فبرأ، فأتوا بالشاء، فقالوا: لا نأخذه حتى نسأل النبيّ صلى الله عليه وسلم، فسألوه فضحك وقال: «وما أدراك أنها رقية؟ خذوها واضربوا لي بسهم».
وقال خالد الجندي أيضًا في شريط مسمّى «كيفية الانتفاع بالقرءان»: لا نستطيع أن نقول عن القرءان إنه شفاء للناس.
الرَّدُّ: كأنّه ما قرأ الآيات القرءانية التي فيها ذكر الشفاء فالله تعالى قال: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الإسراء: 82] وقال تعالى: {قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [سورة يونس: 57]، وقال تعالى: {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاء} [سورة فصلت: 44]، وجاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بالشفاءين القرءان والعسل».
أما علمت يا خالد أنَّ رجلًا مرض ولده وأعيا الأطباء مرضه ثم رأى في الرؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره أن يكتب له ءايات الشفاء على وعاء ثم يمحوها بالماء ثم يسقيها الولد ففعل ذلك ثم شرب الولد وشفاه الله تعالى، ذكرها القشيري رحمه الله، فهذا شفي ببركة القرءان بسر الآيات فبعد هذا فكيف تقول إنّ القرءان ليس شفاء للناس والعياذ بالله تعالى.