مجلس كتاب “سمعت الشيخ يقول” – 111
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقدِّم أجلًا ولا يؤخّرُ رزقًا
قال فضيلة الشيخ الدكتور جميل حليم الحسيني غفر الله له ولوالديه ومشايخه
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدِنا محمدٍ طه النبيّ الأميّ الأمين العالي القدر العظيم الجاه وعلى آلِه وصحبِه ومَن والاه
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له ولا ضدّ ولا ندّ ولا زوجةَ ولا ولدَ له ولا شبيهَ ولا مثيلَ له ولا جسمَ ولا حجمَ ولا جسد ولا جثةَ له ولا صورةَ ولا أعضاءَ ولا كيفيةَ ولا كميةَ له ولا أين ولا جهةَ ولا حيّزَ ولا مكانَ له كان الله ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان فلا تضربوا لله الأمثال ولله المثلُ الأعلى
تنزّه ربي عن الجلوس والقعود وعن الحركة والسكون وعن الاتصال والانفصال لا يحُلُّ فيه شىء ولا ينحلُّ منه شىء ولا يحُلُّ هو في شىء لأنه ليس كمثله شىء
مهما تصورتَ ببالك فاللهُ لا يشبه ذلك ومَن وصفَ اللهَ بمعنًى من معاني البشر فقد كفر
وأشهدُ أنّ حبيبَنا وعظيمَنا وقائدَنا وقرةَ أعيُنِنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه وخليلُه صلى الله عليه وسلم وشرّف وكرّم وبارك وعظّم وعلى جميع إخوانِه من النبيين والمرسلين وآلِ كلٍّ وصحبِ كلٍّ وسائر الأولياء والصالحين.
*قال الإمام الهرري رضي الله عنه: الحكمةُ من خلقِ الجنةِ الآن ترغيبُ المؤمنين للاستعدادِ لها بالأعمال الصالحة
)وهذا كنا شرحناه، الحكمة من خلقِ الجنة الآن لأنّ هذا يشجع ويحضّ ويقوّي العزائم على العمل على الإكثار من الطاعات والعبادات والصالحات والاستعدادِ للآخرة(
*وقال رضي الله عنه: اللهُ تعالى يُخرجُ من قلوبِ أهلِ الجنةِ الغَيرة لا يوجَدُ غيرةٌ ولا تحاسد، اللهُ يُخرجُ من قلوبِهم الحقدَ والبغض والغيْرةَ والتحاسد من قلوب النساء ومن قلوب الرجال قلوبُ أهلِ الجنة كنفسٍ واحدة.
*وقال رضي الله عنه: ملذات الدنيا كلُّها بالنسبة لنعيم الآخرة كلا شىءِ
)هذا شرحناه في الدرس الأخير السبت(
*وقال رضي الله عنه: المؤمنون في الجنة لا يصلّون إنما يقرأونَ القرآنَ ويذكرونَ الله، في الجنة تسبيحٌ وتقديس.
)الصلاة المفروضة إنما تكون في دار التكليف ودار التكليف هنا في الدنيا فمَن كان مكلّفًا يجبُ عليه أنْ يحافظ على الصلوات وأنْ يؤديَها كما أمر الله من حيث الأركان والشروط واجتناب المبطلات وفي أوقاتِها، في الدنيا هذا فرض واجب على المكلف، أما في الجنة فهي دار النعيم ودار الجزاء عل الأعمال يعني في الجنة لا يصلّون ولا يجب عليهم الصلاة ولا يصومون ولا يجب عليهم الصيام ولا يحجون ولا يجب عليهم الحج لأنّ هذه الأعمال تكليفية تكون في دار التكليف.
والجنة إنما يدخلها المؤمن بعد الموت، بالموت يكونُ خرجَ من دار التكليف، النبي صلى الله عليه وسلم قال [إذا مات ابنُ آدم انقطعَ عملُه إلا من ثلاث] معناه العمل التكليفي.
وسبق فيما مضى شرحنا هذا الحديث وقلنا الرسول ما قال في هذا الحديث إنه لا ينتفع بعمل غيرِه، ما قال إنه لا ينتفع بالصلاةِ عليه أو بقراءة القرآن له أو بإحداثِ أو إجراءِ صدقة جارية له أو عنه، بالترحم بالدعاء بالاستغفار، الرسول ما قال هذا لا ينفعُه إنما بيّن أنه إذا مات انقطعَ عملُه التكليفي في الدنيا أما هو ينتفع بتلك الأمور التي تكلمنا عنها وشرحناها.
إذًا الجنة دار الجزاء على الأعمال، الله قال في القرآن {ووجدوا ما عمِلوا حاضرًا ولا يظلمُ ربُّكَ أحدًا}-سورة الكهف/49- ووجدوا أي في الآخرة، ما عملوا أي جزاءَ ما قدّموا من أعمال صالحة وهذا التقديم يكون في الدنيا التي هي دار التكليف، يحصل على الأجر والثواب على الأعمال التي عملها في الدنيا من فرائض من واجبات من سنن من مستحبات يجازى عليه في الآخرة.
ومن هنا نعرف فساد بعض الجهال الذين يقولون غدًا نصلي في جهنم، وبعضُهم يقول من شدة جهلِه غدًا نصلّي على بلاط جهنم، هذا جهل جهنم ما فيها صلاة إنما هي دار الجزاء على الأعمال، يعني الكفار يُعاقَبون فيها على كفرِهم وبعض الكفار من المسلمين العصاة الذين ماتوا بلا توبة ودخلوها يعذَّبون على تلك الكبائر التي ماتوا عليها بلا توبة.
فهناك في جهنم لا يستطيع الكافر أنْ يقول الآن أنا أتشهد وأدخل في الإسلام، انتهى بموتِه على الكفر خسر الدنيا والآخرة، جهنم ليست دارَ تكليف.
كذلك مَن كان تاركًا للصلاة تاركًا للصيام الواجب للزكاة للحج وقد وجبَ عليه، لا يستطيع أن يقول الآن في جهنم أؤَدي هذه الأعمال، لا، لا يمكَّن من ذلك ولا وجودَ لهذا العمل هناك إنما هناك دار الجزاء، الجنة دار الجزاء للمؤمنين وجهنم دار الجزاء المؤبّد للكافرين، أما المسلم العاصي أهل الكبائر الذي دخلَها لا يخلَّد فيها لأنه مات على الإسلام.
في الجنة لا يصلّون إنما يوجد ذكر يذكرون اللهَ يقرأون القرآن يتلذذونَ بذلك ليس من باب الوجوب وهناك إذا قرأوا القرآن أو ذكروا لا تسجَّل لهم حسنات من جديد كما كانت تُسجَّل في الدنيا، إنما هناك يذكرون فرحًا تلذذًا يقرأون القرآنَ تلذذًا، يجدون بذلك لذةً رائعة عظيمة جدًّا قلوبُهم تفرح زيادةً على الفرح والسرور الذي هم فيه.
كما أنّ الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبعض الأولياء الذين يصلّون في القبور أما الأنبياء وردَ في الحديث أنهم يصلّون، هؤلاء الأنبياء الكرام الذين يصلّون في القبور هذا ليس واجبًا عليهم ثم هناك في القبور لا تتجدد لهم حسنات وتُكتَب لهم كما كانت تُكتَب في الدنيا إنما يصلّون تلذذًا ويزداد فرحُهم أنسُهم لذّتُهم تعظُم إذا صلَّوا في القبور.
وكذلك بعض الأولياء كما ثبت ذلك عن ثابت البُناني رضي الله عنه وقصتُه ذكرها كثير من الأئمة والحفاظ والعلماء في ترجمتهِ وسيرتِه رضي الله عنه، هذا ثابت كان تلميذًا لأنس بن مالك خادم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما دُفِنَ ثم أرادوا أنْ يسُدّوا القبر انهدمت لبِنة من جدران القبر في الداخل فنزل أحد الذين كانوا يشتغلون بسد القبر ليُصلِحَ هذه اللبِنة فرآه قائمًا في القبر يصلي ثم أشار إلى صاحبِه فنظرَ فرآهُ معه يصلي، ثم سوّيا القبر وذهبا إلى ابنتِه وسألاها عن حال ثابت رضي الله عنه ماذا كان يفعل في حياتِه، قالت ما كان اللهُ ليُخيِّبَ دعاءَه الله استجاب له، قالا لها ماذا كان يفعل؟ قالت: منذ أربعين سنة وهو يصلّي في الليل ويدعو اللهم إنْ كنتَ أعطيتَ أحدًا الصلاةَ في القبر فأعطِني الصلاةَ في القبر، هذا شىء شوهِد عيانًا، ثابت البُناني كان من التابعين الأجلة العلماء الأولياء الصلحاء الأخيار.
ثم حصل مثل ذلك أيضًا لأحد كبار الأقطاب الأولياء المشاهير الكبار العظام الذي كان في زمن مولانا القطب الباز الأشهب الشيخ عبد القادر الجيلاني هو السلطان الشيخ موسى الزولي المدفون في ماردين، كل ماردين وضواحيها يعرفونَه بل ربما كل تلك البلاد ومن خارج تركيا يأتون أيضًا لزيارتِه. الذاهب من قلعة ماردين إلى طريق ديار بكر تقريبًا نحو خمسة عشر كيلومترًا يصل إلى مقامِه ومسجدِه له أحوال عجيبة وغريبة إلى الآن مضى عليه نحو ثمانمائة سنة والناس إلى الآن يقصدونَه من كل مكان وكراماتُه ظاهرة إلى الآن، وهناك تحصل العجائب من الشفاء من العمى من أمراض كثيرة وأهل البلد هناك كلُّهم يتحدثون عن هذا، والذين يفِدونَ إليه بالآلاف ليس واحدًا كل السنة يأتيه زوار.
هذا من كراماته العظيمة عندما احترقت قلعة ماردين وهي بلدة قديمة في التاريخ وقلعتُها لها شهرة، بقيت النار فيها ثلاثة أيام تشتعل والناسُ يعملون على إطفائِها فلا يستطيعون، ثم قصدَه بعضُ الناس يستغيثُ به وكان رضي الله عنه على قيد الحياة فناول عصا كانت معه لشخص كان هناك قال اذهب إلى القلعة ثم ألقِ هذه العصا في النار، والعصا عادة في النار تشتعل، ذهب إلى القلعة والنار تأكل البيوت أتلفَت الكثير من البيوت والأموال والأملاك وحصل خوف وقلق للناس، هذا الرجل العظيم المبارك القطب الولي الكبير الشهير السلطان الشيخ موسى الزولي رضي الله عنه أرسل هذه العصا قال ألقِها في النار والنار كانت تُحرقُ البلد، ذهب هذا الرجل ألقى هذه العصا في تلك النار فانطفأت للحظتِها بهذه الكرامة العظيمة.
ثم هذا الرجل بعدما مات واحتشد الناس وصارت جنازة ضخمة كبيرة جدا جدا ووُضِع في القبر هناك المكان الذي دُفن فيه كانت أرض واسعة ويوجد جبال صغيرة لها سر ويحصل فيها أمر عجيب إلى الآن، هذا الأمر الذي سأذكرُه الآن ليس ممّن رآه شخصًا أو ثلاثة أو عشرة أو مائة بل أعدادٌ ضخمة وكبيرة، بعدما وُضِعَ في قبرِه وكان القبر ما زال مفتوحًا رأوْه وقفَ في القبر وشدّ عليه كفَنه وكبّر وبدأ يصلي، هذا السلطان الشيخ موسى الزولي مشهور في تركيا كل أهل ماردين وأهل تركيا والضيع والقرى يعرفونَه شهرتُه واسعة هناك، هذا ممن أعطاهم الله هذه الكرامة أيضًا. وغير ثابت البُناني وغير السلطان شيخ موسى الزولي هذا ليس بعزيز على الله، أليس الله أعطى أنبياءَه ذلك؟ قادر على إعطاءِ هذا للأولياء.
لذلك بعض الناس الجهال عندما يسمعون عن بعض كرامات الأولياء من الموتى من أهل القبور يتعجبون والعياذ بالله بعضُهم يُنكر ويستهزىء هذا بسبب جهلِهم ليس بسبب علمِهم، هذا لا يدلُّ على أنهم أذكياء بل يدلُّ على أنهم جهَلاء، كيف يُنكرون شيئًا الرسولُ أثبتَه؟
أليس قلتُ لكم فيما مضى أنّ الطبراني روى والإمام أحمد وعدد في قصة جعفر الطيار، جعفر ابن أبي طالب أخ علي رضي الله عنهما الذي قُتلَ في مؤتة في الأردن وكان هذا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
الرسولُ كان في المدينة المنورة الشريفة زادها اللهُ نورًا وشرفًا، وجعفر في كان في مؤتة في الأردن قُتلَ جعفر ودُفِن في الأردن.
كان الرسول صلى الله عليه وسلم واقفًا وفي القربِ منه أسماء بنت عُميس زوجة جعفر رضي الله عنهما، الرسول صلى الله عليه وسلم أصدق خلق الله على الإطلاق الذي يستحيلُ عليه الكذب بأنواعِه ولا أي نوع من أنواع الكذب، قال الرسول “يا أسماء هذا جعفر جاء مع جبريل وميكائيل يسلّم عليّ”
جاء يعني خرج من قبرِه من الأردن إلى المدينة المنورة.
هؤلاء الجهلاء الذين اعترضوا على تلك القصة التي حكاها أحد كبار الأولياء من أهل الجذب والكشف والخطوة والخوارق والعجائب الشيخ إسماعيل الضناوي رضي الله عنه الذي كان يجتمع بالخضر عليه السلام حكى قصة فيها مسئلة أنه وصل إلى الأردن وحصل ما حصل ورأى ذاك الصحابي العظيم أبو عبيدةَ عامر بنُ الجراح، بعض الغوغاء الجهَلاء أخذوا هذه الحكاية وطاروا بها في الدنيا وعلى الفيس بوك وعلى المواقع كأنهم بزعمِهم أمسكوا فضيحة والقصة ما حصلت معي ولا أنا تكلمتُ بها إنما قلتُ قال الشيخ إسماعيل الضناوي أنا كنتُ أروي عنه سمعتُها منه مباشرةً وقلتُ قال الشيخ إسماعيل الضناوي، هذا كان من كبار الأولياء يجتمع بالخضر، وبعض الناس يمكن إلى الآن يتكلمون بها من عشر سنوات وأكثر تقريبًا اثني عشرة سنة، صاروا يلَفِّقون الأكاذيب والإشاعات كأنهم أمسكوا فضيحة، هذا لا يدل على ذكائهم هذا يدلّ على جهلِهم، تعلّم قبل أنْ تتكلّم، لا تفضح نفسَك بالجهل، لا تُضحك عليك الأطفال، شىء أثبتَه الرسول لمَن هو أقل من أبي عبيدة جعفر أقل رتبةً من أبي عبيدة، تعرف مَن هو أبو عبيدة يا جهول؟ يا مَن تُنكر على أبي عبيدة هذه الكرامة؟ أبو عبيدةَ عامر بن الجراح هو أحد العشرة الذين بشّرهم الرسولُ بالجنة، قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم [إنّ لكلِّ أمةٍ أمين وأمينُ هذه الأمة أبو عبيدة] تُنكرونَ على أبي عبيدة هذه الكرامة التي أعطاه الله؟ أين المستحيل في ذلك على زعمِكم؟ العجب من جهلِكم من غباوتِكم تُنكرونَ شيئًا أثبتَه الرسول، الرسولُ أثبتَه وهذا لأقل من أبي عبيدة جعفر بن أبي طالب فكيف تُنكرون قصة وكرامة هذا الرجل العظيم أبو عبيدةَ عامر بن الجراح رضي الله عنه؟
الله قادر على إعطاء هذه الكرامات لأوليائِه فلذلك اسمعوا وتعلّموا ولا تتكلموا على جهل، لا تزيدوا أنفسَكم جهلًا ولا تكونوا أضحوكةً للأطفال لا تكونوا ألعوبةً بأيدي الجهلاء، يطلع الوهابية يحرّضونَكم فترقصون معهم فورًا بالجهل، جاهل وجهول وجهلول وأبو جهل ويصير الشيطان يضحك عليهم لا تكونوا من هؤلاء لا تمشوا بكل كلام يرمونَه لكم الوهابية، الوهابية يُنكرون كرامات الأولياء في الحياة فكيف بعد الممات؟ يُنكرون صلاة الأنبياء في القبور فكيف بصلاة الأولياء في القبور؟
أنتم تأخذون كلام الوهابية وتتركون كلامَ سيّد العالمين محمد صلى الله عليه وسلم الذي قال فيما رواه البيهقي [الأنبياءُ أحياءٌ في قبورِهم يصلّون]
إذا كان الرسول عليه السلام يُثبتُ ذلك وأثبتَ خروج جعفر من قبره من الأردن إلى المدينة ما المانع في قصة أبي عبيدة؟ تُنكرون ما لا تعرفون وتُنكرون ما لم تحصلوا عليه ولا وجودَ له في أتباعِكم ولا في مشايخِكم لأنكم محرومون من البركات ومحرومون من الكرامات، عرَفتم لماذا؟
فأفيقوا وانتبهوا ولا تمشوا –الآن أخاطب مَن كان منتسبًا لأهل السنة ويسمع مثل هذه الإشاعات فيتأثر بها- أقول لكم اتقوا الله ستُسألون يومَ القيامة، كيف تُنكرون شيئًا أثبتَه الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف تُنكرون شيئًا هو من كرامات الأولياء؟ والله لا يُعجزُه شىء.
لذلك الأنبياء يصلّون في القبور لكنْ لا يجب عليهم ولا تُكتب لهم حسنات جديدة إنما تلذّذًا يصلّون، وهكذا المؤمن في الجنة لا يصلي، وقارىء القرآن الذي أخذ بالتلَقي وقراءتُه صحيحة وكان مخلصًا لله وكان يحفظ يقال له اقرأ وارْقَ وتكون درجتُه عند آخر آية يحفظُها، مقامات، هذا معناه يفرح ويكون له لذة عظيمة في الجنة وحسناتُه على قراءة القرآن يكون حصّلَها عندما كان في الدنيا.
فإذًا في الجنة يُلهَمون التسبيح والذكر بلا تكلّف بلا تعب بلا مشقة ويفرحون يتلذذون بذل(
*وقال رضي الله عنه: في الجنةِ اللهُ تعالى أعدّ للمجاهدين في سبيل الله مائة درجة ما بين درجةٍ ودرجة مسيرة خمسمائةِ سنة.
)هنا كلمة في سبيل الله يدخل تحتها الكثير من أعمال الخير والبِر والطاعات والعبادات والحسنات، لكنْ هنا الكلام بالتحديد عن المجاهد في سبيل الله يعني بالقتال، الغازي يعني مَن استُشهِد في سبيل الله.
وعندما نقول المجاهد في سبيل الله أو الشهيد فهذا له شروط يعني الشهادةُ أنواع وأعلى أنواع الشهادات الشهادةُ في سبيل الله.
كل أنواع الشهادات خاصة بالمسلم لأنّ الشهادةَ من خصائص المسلم. لو أردْنا أنْ نتكلم مثلًا الشهيد في سبيل الله لماذا سُمّيَ شهيدًا؟ أو ما معنى الشهيد؟
بعض العلماء يقولون مثل الحافظ ابن دقيق العيد والنووي وغيرهما قالوا الشهيد مَن شهد اللهُ له بالجنة، الشهيد مَن شهدَت له الملائكة بالجنة، وهل هذا يكون لكافر؟ لا، لأنّ الجنة تكون للمؤمنين.
الله قال في القرآن {وبشّر المؤمنينَ بأنّ لهم من اللهِ فضلًا كبيرًا}-سورة الأحزاب/47-
قال ابنُ عباس رضي الله عنهما {فضلًا كبيرًا} أي الجنة، وليس الأمر على ما يقولُه بعض الزنادقة بعض مشايخ الاحتيال والدجل والتحريف والتزوير، بعض أدعياء المشيخة أدعياء الدكترة أدعياء العالِمية ولو تسَمَّوا بأسماء مختلفة, وهؤلاء الله أعلم قد تكون وراءَهم الماسونية المسمّاة العالمية، الله أعلم قد يكون اليهود وراءَهم أدعياء مشيخة ويقولون كل أحد شو ما كان دينه ويعمل منيح بفوت عالجنة.
هؤلاء كذّبوا الله وكذّبوا الرسل وكذّبوا الأنبياء والقرآن، الله قال في القرآن {وقال المسيحُ يآ بني إسرآئيل اعبدوا اللهَ ربي وربَّكم إنه مَن يُشركْ بالله فقد حرّم اللهُ عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}-سورة المائدة/72-
على زعمِهم يكذّبون الله ويكذّبون عيسى ويكذّبون القرآن، فهؤلاء ولو ادّعَوا المشيخة وقالوا الكفار يدخلون الجنة صاروا هم مع الكفار إنْ ماتوا على ذلك في جهنم، واللهِ واللهِ واللهِ إنْ ماتوا على ذلك لن يدخلوا الجنة هم سيكونون مع الكفار في جهنم لأنهم صاروا من الكافرين كذّبوا الله ومَن كذّبَ اللهَ والقرآن يكونُ كافرًا بإجماعِ الأمة.
لذلك لا تلتفتوا لشياطين العصر كهذا الذي يسمى بالدكتور علي منصور الكيالي هذا كفرياتُه والعياذ بالله العجب العُجاب من إنكار عذاب القبر من قولِه إنّ اللهَ كثيفٌ مائة بالمائة، قال الله نور كثيفٌ مائة بالمائة، تعرف ما معنى الكثيف يا جاهل؟
يا جاهلًا في الدين وفي القرآن وفي العقيدة وفي التوحيد وفي الإسلام يا جاهلًا بلغة العرب، يا جاهلًا بكل الفنون والعلوم، أنت ما علاقتُك في الدين تقول عن نفسك درستَ الفيزياء؟ لعلك درستَ شيئًا يمكن لو كان بعض أغبياء المشركين –كل المشركين أغبياء- لكن الذين شُهروا بالغباء لَما رضيَ بكلِّ أقوالِك التي تتكلم بها على الفضائيات.
هذا علي منصور الكيالي الذي يقول الله نور على نور كثيف مائة في المائة على زعمِه كالحجر الأملس ما فيه فراغ ولا ثقب، على زعمِه يشرح {الله الصمد}-سورة الإخلاص/2- جعل اللهَ كالحجر الصوان وجعل اللهَ ضوءًا كثيفًا، والحجمُ الكثيف اعلم يا جاهل هو ما يُضبَطُ باليد كالإنسان كالشجر كالحجر كالأرض كالشمس كالقمر وليس ضوء الشمس وليس ضوء القمر، أتكلم عن الجرم عن عين الشمس، أتكلم عن تعريف الحجم الكثيف ما يُضبَطُ باليد أما أنت قلت نورًا كثيفًا، النور حجمٌ لطيف لا يُضبَطُ باليد، أنتَ جهلُك مرَكّب جاهل باللغة والعقيدة وخلطت الجهلان ببعضهما.
هذا الإنسان الزنديق علي منصور الكيالي على القرضاوي على خالد الجندي على محمد راتب النابلسي عدنان إبراهيم علي الجفري، علي أحمد كريمة المصري الذي قال اليهودي يدخل الجنة كل هؤلاء الذين يكذبون الله ليرضى عنهم الكفار ويفتحوا لهم الصالونات ليصلوا إلى المناصب السياسية باسم الدين وليصلوا إلى المقامات الدنيوية باسم الدين كعلي الجفري الذي قال إنه يحب اليهود والنصارى والبوذ والهندوس والسيخ والملاحدة يعني هم إخوانُه في الكفر، وقال الله يعطي القدرة للولي أنْ يقول للشىء كن فيكون وقال الولي على زعمه يخلق الجنين في رحم الأم، مشركين بعمائم مسلمين، مشركين وكفرة وزنادقة بلباس المسلمين وبأسماء إسلامية.
فمثل هؤلاء لا علاقةَ لهم بالإسلام وأنا الآن أتكلم وأعرف أنّ البعض لن يفرح بهذا الكلام لأنه سيتحرك بالعصبية بالجهل أما نحن نتكلم من منطلَق الحكم الشرعي الواجب الفرض المؤكّد الذي هو التحذير من الجهلاء الذين يضرّونَ الناسَ في دينِهم وهذا فرضٌ علينا في دين الله، فنحنُ لن يضرَّنا غضب مَن يغضب من الجهلاء ولو تسَمَّوا بالعلماء ولن يضرَّنا تشويش المشوِّشين الذين ينتصرون لهؤلاء على الجهل، القيامةُ بيننا وبينهم الذي لا يُرضيه هذا لأجل الدنيا والعصبية ولأجل حماقتِه وجهلِه أقول لك الآخرة أمامك، نحن ما الذي بيننا وبينَهم؟ لا شىء من أمور الدنيا، نتكلم من الواجب الشرعي الديني الساكتُ عن الحق شيطانٌ أخرس.
وفي الحديث [حتى متى تَرِعونَ عن ذكرِ الفاجر اذكروه بما فيه كي يحذرَه الناس]
والقرآن [كنتم خيرَ أمةٍ أخرِجَت للناس تأمرون بالمعروف وتنهَوْنَ عن المنكر]-سورة آل عمران/110-
لماذا قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم كما في حديث مسلم [مَن غشّنا فليس منا]؟
إذا كان مَن غشّ المسلمين في البيع والشراء في البطاطا في اللحم في الثياب في النعال في السيارات في السجاد في الحصُر في الحنطة.
هو هذا الحديث كان الرسولُ مارًّا فرأى بائعَ الطعام يبيع البُرّ الحنطة وضع النبيُّ يدَه فيه وجدَه مُبتَلًّا من أسفل، يعني الطعام الذي من تحت مُبتل ومن فوق جاف، فقال ما هذا يا بائع الطعام؟ قال أصابتْه السماء يا رسولَ الله –يعني المطر- قال ألا جعَلتَه فوق ليراه المشتري، مَن غشَّنا فليس منّا، وفي لفظٍ “مَن غشَّ” فليس منا يعني ليس من أتقيائِنا وليس على طريقتِنا الكاملة.
لماذا قال الرسول [أناسٌ من جلدتِنا يتكلمونَ بألسِنتِنا تعرفُ منهم وتُنكر دعاةٌ على أبوابِ جهنم مَن استجابَ لهم قذفوه فيها]؟
لماذا في صحيح مسلم من حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت يا رسول الله إنّ أبا جهم ومعاوية خطباني، قال: أبو جهم ضرّاب للنساء لا يضع العصا عن عاتقِه ومعاوية صعلوكٌ لا مالَ له –يعني لا يعطيكِ النفقة الواجبة- انكحي أسامة.
إذا كان في هذه القضية مسئلة أنها استنصحَته في أمر الخطّاب حذّرها من هذا ومن هذا كيف بما يتعلق بأمر الدين والعقيدة والتوحيد والإيمان والإسلام؟
كيف يُسكَت عن هؤلاء؟ أليس ورد في الأثر “إذا ظهرت البدَع وسكتَ العالِم لعنه الله”؟ يعني البدعة الاعتقادية الفاسدة، أنتم لا تُؤخَذوا بالأسماء.
هذا غَيلان القدري تعرفون من هو؟ كل هؤلاء الذين ذكرناهم ومعهم مائة واحد من أشكالِهم وفوقَهم هؤلاء ألف واحد على ألوانِهم من حيثُ القوة لا يطلعون نصف نصف غيْلان القدري، وغيلان مولى عثمان بن عفان كان يحفظ القرآن عن ظهر قلب وكان له شهرة في زمن الصحابة والتابعين وله مجلس وعظٍ في المسجد النبوي أيام الصحابة والتابعين، طلع معتزلي قدريّ، قال فيه الأوزاعي رضي الله عنه للخليفة للحاكم للرئيس هشام بن عبد الملك الذي قال له ماذا تقول فيه يا أوزاعي؟ قال كافرٌ وربِّ الكعبةِ يا أمير المؤمنين.
ثم الخوارج الذين قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم فيهم [هم شرُّ الخلقِ والخليقة –أبغضُ الخلقِ إلى الله- لئِنْ أدرَكتُهم لأقتُلَنَّهم قتلَ عادٍ –قتلَ ثمود- حُدَثاءُ الأسنان فقهاءُ الأحلام يقولون من قولِ خيرِ البَريّة يقرأونَ القرآنَ لا يُجاوزُ تراقِيَهم –يعني لا يصل إلى قلوبِهم فقط بألسنتِهم- يمرقونَ من الإسلام مروقَ السهمِ من الرّمِية ثم لا يعودونَ فيه إنْ مرضوا فلا تعودوهم وإنْ ماتوا فلا تشهدوا جنائزَهم] وقال [هم أبغضُ الخلقِ إلى الله] وهذه صفةُ الكفار.
الله قال في الكفار {أولئك هم شرُّ البريّة}-سورة البينة/6-
وقال تعالى {إنّ شرَّ الدوآبِّ عندَ اللهِ الذين كفروا فهم لا يؤمنون}-سورة الأنفال/22-
انظروا هؤلاء كانوا يحفظونَ القرآنَ عن ظهرِ قلب ويقومون من الليل إلى الفجر في التهجد ويختِمون القرآنَ في الليل إلى الفجر ويُصبِحُ الواحدُ منهم صائمًا بزعمِه، لا تؤخَذون أنتم بعلي منصور الكيالي درس فيزياء على زعمِه؟
هذا وأمثالُه أيُّ شىءٍ لهم في الدين والإسلام لتنتصروا وتغضبوا لهم؟ اغضبوا للدين غاروا على الدين احزنوا على الدين، خافوا على عقيدة المسلمين بدلَ أنْ تحزنوا لهؤلاء الذين لا شىء، بدل أنْ تنزعجوا لخواطرِ هؤلاء الهباء اغضبوا لأجل دين الله وانتصروا لدين الله، أنا وأنتم وهم سنلتقي يوم القيامة وستروْن إنْ بقيتُم معهم وتدافعونَ معهم على الضلالة والفساد وعلى الجهل والعمى، انتصروا لدينِ الله.
لماذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم [حتى متى تَرِعونَ عن ذكر الفاجر اذكروه بما فيه]؟
لماذا قال [لا أظنُّ أنّ فلانًا وفلانًا يعرفانِ شيئًا من دينِنا]؟ حذّر منهما وكانا يعيشان بين المسلمين في المدينة المنورة.
لماذا تأخذُكم العزةُ بالإثم تغضبونَ لأسماء جوْفاء فارغة فقط لأنهم يطلعون على الفضائيات ولهم مواقع وشهرة؟ بعض الراقصات لها شهرة أكثر من هؤلاء، ما المقياس عندكم؟ بعض الملاحدة له شهرة أكثر من هؤلاء.
الآن بلغني أنّ واحدًا من أدعياء المشيخة في ألمانيا يُنكر أنّ اللهَ متصفٌ بالحياة والعياذ بالله وهو يدّعي أنه شيخ وداعية إسلامي يعني يقول الله ميّت، هذا أيُّ شىءٍ له في الدين وفي الإسلام؟ هذا الليلة الماضية بلغني عنه وبعض إخوانِنا ناظرَه وردّ عليه، يدّعي أنه شيخ وله أتباع يقول لا تقولوا الله متّصف بالحياة لا تقولوا وحياةِ الله، الله يقول في القرآن {وتوكّلْ على الحيِّ الذي لا يموت}-سورة الفرقان/58-
الله يقول {اللهُ لآ إله إلا هو الحيُّ القيوم}-سورة البقرة/255-
عندما تصف اللهَ بالموت أيها الزنديق أيها الملحد الكافر كيف يكونُ ميْتًا ويوجِدُ العالم؟ كيف يكونُ ميتًا بلا حياة ويتّصف بالعلم بالقدرة؟ كيف على زعمِك أوجدَ كل هذا الكون والعالم؟ كيف يكونُ ميْتًا ويكونُ إلهًا؟ ما هذه الزندقة؟ ما هذا الإلحاد؟ ما هذا الكفر؟ إلى أين وصلْنا؟ أيُّ زمنٍ نحنُ فيه؟ مَن يدافع عن الدين من يدافع عن الإسلام؟ أين المشايخ أين الذين يدّعونَ أنهم مفاتي أين الذين يدّعونَ أنهم وزراء أوقاف بل أين الذين يدّعون أنهم زعماء دول إسلامية؟ أم فقط لأجل البطاطا والنعال يثورون؟ أم فقط لأجل البنزين والمازوت يثورون ولأجل الدولار؟ أما إذا هُدِمَ الدين بزعمِ بعضِ الكافرين أنه يريد هدمَ الدين هذا لا يحَرّكُهم؟ لا يغارونَ على الدين؟
لماذا؟ تعرفون حال بعض هؤلاء، نسأل الله السلامة.
فأنتم لا تكونون كهؤلاء الذين ماتت قلوبُهم قل الحقَّ ولا تبالِ ماذا يكون؟ لن تموتَ قبل انتهاءِ أجلِك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يُقَدِّمَ أجلًا ولا يؤخّرُ رزقًا.
أليس قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم [أفضلُ الجهادِ كلمةُ حقٍّ عند سلطانٍ جائر]؟
ما الذي سيكون؟ لن يكون إلا ما قدّره الله، فدافعوا عن الدين وغاروا على الدين بدل أنْ تغاروا على حثالة يُعلّمون الكفرَ والضلال باسم الدين والإسلام.
هذا الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه قيل له فلان يقوم الليل ويتهجد ويقرأ القرآن ويُصبحُ صائمًا وفلان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويحذّر من أهلِ الضلال أيُّهما أحبّ إليك؟ قال هذا إنما يعملُ لنفسِه وهذا يعملُ للأمة.
يعني الذي يحذِّرُ من أهلِ الضلال ويُنكر المنكرات قال هذا أحبّ إليّ.
فغاروا على دين الله لا تغاروا على جهَلة حثالة يعلّمون الكفر والزندقة وهم يعلمون الإسلام بزعمِهم، ثم انظروا بعض الأبحاث التي نُشرَت في المواقع وبعض المنصات كم من معاهد تخرّج صور مشايخ ينشرون الكفر والضلال والتشبيه والتجسيم هم عملاء لليهود بأسماء إسلامية ودكتوراه والعلّامة فلان وكذا وكذا من الأسماء الرنانة وهم تخرّجوا من معاهد لليهود وللماسونية، انظروا إلى تلك الأبحاث الموَثّقة بالتواريخ والأسماء وممن لهم شهرة في هذا الزمان.
من أيِّ شىءٍ تستغربون من أيِّ شىءٍ تتعجبون؟ لا تؤخَذوا بتلك الأسماء الجوفاء الفارغة التي نحذّر منها نحن ليس بيننا وبينهم إلا دينَ الله تعالى، نحن نقوم بالواجب الذي علينا سنموت وسنُسأل يومَ القيامة، أنت إذا رأيتَ من يغشّ الناس في البيع والشراء تعمل ثورة وتنزل إلى الشوارع، كيف نحن نسكت عمن يغشّ الناس في الدين والعقيدة؟ كيف نسكت؟ إن كنتَ أنتَ لا تسكت عن الطبيب الغشاش الذي يؤذي الناس ويضرّهم في أبدانِهم كيف نحن نسكت عمّن يضرّ الناس في دينِهم وعقيدتِهم ويسوق الناس إلى جهنم ويقطع طريق الجنة على الناس ينحرف بهم إلى جهنم كيف نسكت له؟
أليس الله قال عن إبليس {إنما يدعوا حزبَه ليكونوا من أصحاب السعير}-سورة فاطر/6- نحن من هؤلاء نحذّر أما العلماء والمشايخ الصلحاء إلى الآن نترضى عنهم ونترحّم عليهم ومَن منهم على قيد الحياة نزورُه ونقبّل يدَه ونأخذ منه ونروي عنه، مَن كان صادقًا هكذا نتعامل معه.
شيخُنا رضي الله عنه بعثَ عشرات من جماعتِه إلى بلاد الدنيا ليجتمعوا بأولياء وعلماء من الصادقين ويأخذوا عنهم ويقرأوا عليهم لأنّنا إذا رأينا عالمًا عُرف بالصدق والأمانة نؤيّدُه نساعدُه ندافع عنه نتتلمذ له نأخذ عنه، أما الزنديق كيف نأخذ عنه، واحد إذا كان يدّعي المشيخة ويقول الله ميّت تتتلمذونَ عندَه؟ يقول الله ليس حيًّا هذا يدّعي المشيخة وله أتباع وذاك يدّعي الولاية والقطبية ويقول الله دخل فيه وحلّ فيه على زعمِه، تصيرون أتباعًا لهم؟؟؟؟؟ ما هذا الغباء؟؟
نحن نتكلم عمّن حرّفوا الدين ودَعَوا إلى الجهل وإلى الزندقة باسم الدين والإسلام.
إذًا الشهيد مَن شهد اللهُ له بالجنة وشهدَت له الملائكة بالجنة، كيف يقال عن الكافر شهيد من أهل الجنة والمقامات العُلى ومن أهل الفردوس وكل كافر عمل حسنة مع الناس يدخل الجنة؟ ما هذا الكلام الساقط المنحط السافل المكذّب للقرآن والمكذّب لرب العالمين ولدعوةِ النبيين والمرسلين؟
لو كان كما قال هؤلاء الزنادقة الذين يدّعون المشيخة كان اللهُ تعالى ما خلق جهنم وما بعث النبيين وما أرسل المرسلين وكان ما أنزل الكتب كان ترك الناس وما هم عليه إذا كان الكل إلى الجنة كما يدّعي هؤلاء الكفرة بعمائم، هؤلاء كفَرة باسم المشيخة كفرة بعمائم.
فإذًا الرسولُ صلى الله عليه وسلم لماذا قال [إنّ اللهَ لمّا خلقَ الجنةَ قال لها تكلّمي قالت قد أفلحَ المؤمنون] يعني على قول هؤلاء الزنادقة قد أفلح المشركون، فعلى زعم هؤلاء صار الأمرُ منعكِسًا صار على قولِهم قد أفلح الكافرون وهذا تكذيبٌ لربِّ العالمين، لو كان كما قالوا لماذا قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم فإنّ الجنةَ حرامٌ على غيرِ المسلم؟ لماذا قال الرسولُ صلى الله عليه وسلم [نادِ يا ابنَ الخطاب أنه لا يدخلُ الجنةَ إلا نفسٌ مؤمنة]؟
لماذا قال سيّدنا علي رضي الله عنه عندما أرسلَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحجِّ ليُبَلِّغَ عنه في الموقف أمورًا وآيات وأحكام ونصائح منها قال له “ونادِ أنه لا يدخل الجنة إلا مسلم”؟
لماذا قال سلمان الفارسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم [فإنّ الجنةَ حرامٌ على غيرِ المسلم؟
لماذا قال الرسولُ [ما من يهوديٍّ أو نصرانيٍّ يسمعُ بي ثم لا يؤمنُ بي وبما جئتُ به إلا كان من أصحابِ النار]؟
هؤلاء زنادقة يتحبّبونَ إلى الكافرين، كفَرة وزنادقة بثياب المشايخ يتودّدون للكافرين يقبّلون نعالَهم وأعتابَهم ويلحسون أعتابَهم ليَرضَوا عنهم، ولو رضوا عنكم ظاهرًا في الداخل لن يرضَوا عنكم، كم أنتم صغار تركتم الدين والإسلام، بعتم الدين لإرضاءِ الكافرين ولن يرضَوا عنكم ولن تنالوا ما تريدون من مناصب الدنيا بل ستنقلبون إلى الحشرات والأفاعي والعقارب سيأكلُكم الدود في القبر إذا متّم على ذلك، ستأكلكم الحشرات والديدان والعقارب ثم تُخرجُكم قذرًا بُرازًا مُنتِنًا ثم تنقلبون في القيامة إلى جهنم إنْ متّم وأنتم مكذّبون لله للإسلام مُستحِلّونَ للكفر تساوونَ بين الإسلام والشرك والكفر تساوونَ بين الأنبياء والكافرين تساوونَ بين المؤمنين والمشركين، إن متّم على ذلك ستنقلبون إلى جهنم، عمائمُكم لنْ تُنقِذَكم من النار، الشهادة الملوّنة التي تُعلَّق على الجدران من أي جامعةٍ كانت في الأرض لن تُدخلَكم الجنة ولن تُسألوا عن هذه الشهادات في القبر ولا يوم القيامة، أفيقوا وانتبهوا!!!!
الشهيدُ مَن شهدَ اللهُ له بالجنة، مَن شهدَت له الملائكة بالجنة. كيف يقول هؤلاء الكفرة أدعياءُ المشيخة اليهودي يدخل الجنة، إذًا لماذا يُدعى إلى الإسلام على زعمِك؟ إذا كان اليهودي والمشرك والكافر يدخلون الجنة لماذا جاء الانبياء يدعونَ إلى الإسلام؟ لماذا قال الله {فبعثَ اللهُ النبيين مبَشرينَ ومُنذِرين}-سورة البقرة/213-
ما معنى {ومنذرين}؟ يا محرّفينَ للدين يا مكذّبين لربّ العالمين يا معلمي الناس الكفرَ المبين -البيّن الظاهر- تعلّمونَ الكفرَ للناس وأنتم تدّعونَ المشيخة فقط ليرضَى عنكم الكفار، واللهِ أنتم أذِلّاء أنتم فقراء، والله أنتم سفَلة وصغارًا تموتون إنْ بقيتُم على هذه الحال ستموتون صغارًا وتنقلبون إلى الجحيم إلى أبد الآبدين وهناك ستُخلَّدونَ مع الكافرين في جهنم إلى غيرِ نهاية إلا إنْ تراجعتم، إلا إن اعتقدتُم الإسلامَ وتخلّيتم عن الكفر وتشهّدتم قبل أنْ تموتوا.
انتبه!!!!!! المجاهد في سبيل الله يكونُ مسلمًا الشهيد يكون مسلمًا على التوحيد على العقيدة على الإسلام، لو كان مُرائيًا لا يكونُ شهيد معركة فكيف إذا كان كافرًا؟
هذا الملعون الكافر قال لو كان يهوديًّا ودافع عن الوطن هذا شهيد يدخل الجنة مَن قال إنّ الجنة للمسلمين فقط؟ هذا يدّعي أنه شيخ.
هذا معناه لمن اجتمعت فيه الشروط واكتملتْ، لمن مات في سبيل الله مجاهدًا مخلصًا على الإسلام ولم يكنْ مُرائيًا وقُتِلَ في سبيل الله، هذا الذي له تلك المنزلة، هذا الذي له تلك المقامات مائة درجة في الجنة ما بين درجةٍ ودرجة خمسمائة سنة يعني مسافة خمسين ألف سنة في الجنة للشهيد في سبيل الله.
موضعُ شبرٍ في الجنة خيرٌ من الدنيا، مائة درجة ما بين درجة ودرجة خمسمائة سنة، تطلع مسافة خمسين ألف سنة في الجنة للشهيد في سبيل الله.
وموضعُ شبرٍ سوط في الجنة خيرٌ من الدنيا وما فيها، فكيف بمائة درجة ما بين درجة ودرجة خمسمائة سنة للشهيد للمجاهد في سبيل الله.
غدًا إن شاء الله نُكمل هذه الفائدة ونوسّع في شرحِها لتعرفوا ما للدعاة الذين ينشرون عقيدةَ أهل السنة الصادقين المخلصين من أجر عظيم يشبه أجر المجاهدين في سبيل الله، وليتحسّر المقصّر الكسول الذي يقعد في بيتِه ولا ينشر الدين، ليتحسّر على نفسِه.
والحمد لله رب العالمين