الجمعة أكتوبر 18, 2024

سبب قتل فرعون أبناء بني إسرائيل وذبحهم

رأى فرعون مصر في منامه رؤيا منامية أفزعته فاهتمّ لها واغتمّ، فقد رأى كأن نارًا قد أقبلت من جهة بيت المقدس حتى وصلت إلى بلاد مصر وأحاطت بدورها وبيوتها فأحرقتها وأحرقت الأقباط وتركت بني إسرائيل دون أذى، فلما استيقظ هالته هذه الرؤيا، لذلك جمع الكهنة والسحرة والمنجمين وسألهم عن تأويل هذه الرؤيا وتفسيرها، فقالوا له: هذا غلام يولد من بني إسرائيل يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه، ويكون ذهاب ملكك على يديه أيضًا ويخرجك وقومك من بلدك ويبدل دينك، وقد أظلك زمانه الذي يولد فيه، لذلك أمر فرعون الطاغية أن يقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، فجمع القابلات وقال لهن: لا يولد على أيديكن غلام من بني إسرائيل إلا تقتلنه وتوعدهنّ ووكّل بهن وكلاء، فكانت القابلة تنفذ أمر فرعون فكانت تقتل كل مولود ذكر من أطفال بني إسرائيل خوفًا من فرعون وبطشه، وأما الإناث فكن لا يُقتلن بل يبقين على قيد الحياة من أجل الخدمة والتسخير قال تعالى: {يُذَبِّحونَ أبناءكُم ويَستحيونَ نساءكُم} [سورة البقرة/٤٩].

وأمر فرعون كذلك بقتل كل الأطفال الذين هم في زمانه وبقتل من بعدهم، وأخذ جنوده الأشرار يعذبون الحبالى من نساء بني إسرائيل حتى كانت المرأة منهم تسقط حملهما خوفًا من التعذيب والتنكيل على أيدي جنود فرعون، ولما كثُر الموت في الشيوخ الكبار من بني إسرائيل دخل وجهاء الأقباط ورؤساؤهم على فرعون وقالوا له: إن الموت قد وقع في مشيخة بني إسرائيل – أي الكبار منهم- وأنت تأمر بقتل صغارهم لهذا يوشك أن يقع العمل والخدمة علينا ولا يبقى أحد للخدمة غيرنا، لذلك أمر فرعون أن يقتل غلمان بني إسرائيل سنة ويتركوا سنة حتى لا يهلك جميع أبناء بني إسرائيل الذين كان فرعون يستخدمهم في أعماله.